رعاية المسنين وحماية حقوقهم للشيخ أحمد أبو عيد






الحمد لله الذي لا يسأل عما يفعل، فلا تيأس من رحمته ولا تعجل، فسبحانه من أقبل بجوده وبره على من رجع إليه وأقبل، ورأى زلة المسيء وجنح الظلام مسبل، فعامله برأفته وتجاوز عنه برحمته وأمهل، وجعل للقبول والفضل أوقاتا ليتدارك المقصر ما ضيّع وأهمل.
واشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير شهادة عبد خضع لهيبه وتذلل
يا من عليه مدى الأيـام معتمـدي
إليك وجهت وجهي لا إلى أحد
أنت المجيب لمن يدعوك يا لأمـلي
يا عدتي يا شفائي ويا سندي
يا ملك الملك يا معطي الجزيل 
لمن يرجو نداه بلا حصر ولا عدد
ما لي سواك وما لي غير بابـك
يا مولاي فامح بعفوك ما جنته يدي
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيب
يا سيدي يا رسول الله:
جاءت قديما ذرة من نوركم 
قد جمل الرحمن منها يوسف
والله لو جد العباقر كلهم
في وصف أفضال له لن تعرف
والله لو قلم الزمان من البداية
للنهاية ظل يكتب ما اكتفى
والله لو قبر النبي تفجرت 
أنواره للبدر ولىّ واختفى
تكفيه لقيا في السماوات العلى
 وبحضرة الرب الجليل تشرف
يكفيه أن البدر يخسف نوره
لكن نور محمد لم يخسفا

وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين.


العناصر
أولًا: فضل إكرام المسنين وتقديرهم        
ثانيًا: رحمة الله تعالى بالمسنين والضعفاء
ثالثًا: واجبنا نحوهم                          
رابعًا: نماذج مشرفة للمسنين
الموضوع
أولًا: فضل إكرام المسنين وتقديرهم
إكرامهم دليل على إجلال الله: عن أَبي موسى - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنَّ مِنْ إجْلالِ اللهِ تَعَالَى : إكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ المُسْلِمِ ، وَحَامِلِ القُرآنِ غَيْرِ الغَالِي فِيهِ ، وَالجَافِي عَنْهُ ، وَإكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المُقْسِط ) ([1]) ، الشيبة: أي المسلم الذي شاب شعره، غَيْرِ الغَالِي فِيهِ: أي المتجاوز الحد في التشدد والعمل، والمقسط: أي العادل.
فقدم النبي r كبير السن على حامل القرآن، وعلى الحاكم العادل مع عظم قدرهما، وسمو مكانتهما.
دليل على الإسلام: عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده - رضي الله عنهم - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : ﴿ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا ، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرِنَا ﴾ ([2])
من أسباب الرزق والنصر: عن مصعب بن سعد بن أَبي وقَّاص رضي الله عنهما ، قَالَ : رَأى سعد أنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونَهُ ، فَقَالَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - : ﴿ هَلْ تُنْصرُونَ وتُرْزَقُونَ إلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ ﴾([3]) وذلك لأن عندهم العبادة والإخلاص، وليس عندهم انشغال بالدنيا ومتاعها ولذاتها، وإنما هم مقبلون على العبادة، فيكون دعاؤهم مظنة الإجابة.
من أسباب البركة: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ﴿البركة مع أكابركم﴾ ([4])
خير الناس من طال عمره وحسن عمله : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ألا أنبئكم بخيركم قالوا نعم قال خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا﴾ ([5])
كما تدين تدان: إن الإنسان في بداية عمره وعنفوان شبابه يكون غضًّا، طريًّا، طازجًا، لين الأعطاف، قوي العضلات، بهي المنظر، ثم يشرع في الكهولة، فتضعف قواه، فيتغير طبعه، ثم يكبر شيئًا فشيئًا حتى يصير شيخًا كبير السن، ضعيف القوى، قليل الحركة، يعجِزُ عن المشي والحركة السريعة، فيتقدم إلى الأمام بطيئًا، ويتوكأ على العصيِّ، فصور الله عز وجل هذه الأحوال في القرآن الكريم: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ﴾ [الروم:].
يعني أن الإنسانَ يمر بثلاث مراحل رئيسية: ضعف، ثم قوة، ثم ضعف، ولكن هذا الضعف الأخير هو الشيخوخة والكهولة، وقال تعالى: ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾ [الحج: 5].
وهذا أمر عام في كل البشر، فإن أكرمت غيرك سيجعل الله من يكرمك ويقضي حوائجك كما قال تعالى :﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) ﴾ الرحمن ،
وعن ابن عباس، قوله( أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ) يقول: أئنا لمجازوْن بالعمل، كما تَدِين تُدان ([6])
يقول الدكتور محمد راتب النابلسي :إن هذا الإنسان له ماض ، تزوج وأنجب وربى أولاده ، ألا ينبغي أن يرد له الجميل ؟ ف ردّ الجميل للجد مثلا هو إكرامه ، فقد بذل وقت وجهد ومال في تربية أولاده، فلما كبرت سنة في ثقافات أخرى يتخلى عنه ، وهذه أكبر مأساة ، أما حينما يكون مع أحفاده وأولاده فهناك نشاط فكري ، دائماً عندنا قاعدة في الطب : العضو الذي لا يعمل يضمر ، لو كسرت يد إنسان ثم جبرت لشهرين أو ثلاثة يخسر نصف العضلات تقريباً ، يذوب اللحم ، هناك قاعدة بالصحة : العضو الذي لا يعمل يضمر ، وهذا الدماغ ما دام يعمل يرى أحفاده ، يرى أولاده ، يرى أخوته ، من حوله ، أقرباءه ، هناك حديث ، وملاطفة ، وسؤال وجواب ، وطرفة ، و نشاط ذهني ، حتى إن الذي يطلب العلم والذي يصلي بالتسعين الله أكبر ، سبحانك اللهم ، فاتحة ، سورة ، ركوع ، سجود ، قعود ، قيام ، ركوع ، سجود ، قعود وسطي ، هناك نشاط فكري مستمر ، هذا النشاط يذكرنا بهذا القول.
فلا ينبغي أن نهمل كبار السن ونضعهم في دار العجائز حتى ننتهي منهم، فكم أكرمونا وأحسنوا إلينا فهل هذا جزائهم؟؟؟؟.
عتاب من أثقل عليهم في الصلاة: عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابِرٍ قَالَ ﴿كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّى مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ يَأْتِى فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ فَصَلَّى لَيْلَةً مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- الْعِشَاءَ ثُمَّ أَتَى قَوْمَهُ فَأَمَّهُمْ فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فَانْحَرَفَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى وَحْدَهُ وَانْصَرَفَ فَقَالُوا لَهُ أَنَافَقْتَ يَا فُلاَنُ قَالَ لاَ وَاللَّهِ وَلآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلأُخْبِرَنَّهُ. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا أَصْحَابُ نَوَاضِحَ نَعْمَلُ بِالنَّهَارِ وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى مَعَكَ الْعِشَاءَ ثُمَّ أَتَى فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى مُعَاذٍ فَقَالَ « يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ اقْرَأْ بِكَذَا وَاقْرَأْ بِكَذَا ». قَالَ سُفْيَانُ فَقُلْتُ لِعَمْرٍو إِنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ حَدَّثَنَا عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ « اقْرَأْ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ». فَقَالَ عَمْرٌو نَحْوَ هَذَا ﴾ ([7]).
معنى: ( إنا أصحاب نواضح ) هي الإبل التي يستقى عليها جمع ناضح وأراد إنا أصحاب عمل وتعب
فلا نستطيع تطويل الصلاة قوله صلى الله عليه وسلم  ( أفتان أنت يا معاذ ) أي منفر عن الدين وصاد عنه ([8])
جعل إيذائهم من أكبر الكبائر: أَبِى بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ ﴿ أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ - ثَلاَثًا - الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ أَوْ قَوْلُ الزُّورِ ». وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَمَازَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ ﴾ ([9])
ثانيًا: رحمة الله تعالى بالمسنين والضعفاء
الأمر بتخفيف الصلاة لأجلهم: عن مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قال حَدَّثَنِى عُثْمَانُ بْنُ أَبِى الْعَاصِ الثَّقَفِىُّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ « أُمَّ قَوْمَكَ ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَجِدُ فِى نَفْسِى شَيْئًا. قَالَ « ادْنُهْ ». فَجَلَّسَنِى بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ فِى صَدْرِى بَيْنَ ثَدْيَىَّ ثُمَّ قَالَ « تَحَوَّلْ ». فَوَضَعَهَا فِى ظَهْرِى بَيْنَ كَتِفَىَّ ثُمَّ قَالَ « أُمَّ قَوْمَكَ فَمَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ وَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَإِنَّ فِيهِمْ ذَا الْحَاجَةِ وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ » ([10]).
إباحة الفطر في رمضان للمسن، والمريض الذي لا يقوى على الصوم، وإذا صام أضر ذلك بصحته قال تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] قال بعض العلماء: أي وعلى الذين لا يطيقونه فدية. والفدية تكون إطعام مسكين عن كل يوم يفطر فيه من رمضان.
قال ابن عباس: لا يُرخص في هذا إلا للذي لا يطيق الصيام أو مريض لا يُشفى.
التيسير عليهم في الحج: عَنِ الْفَضْلِ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِى شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلَيْهِ فَرِيضَةُ اللَّهِ فِى الْحَجِّ وَهُوَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِىَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « فَحُجِّى عَنْهُ » ([11]).
التخفيف عنهم  في الكفارات: قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) [المجادلة: 3، 4].
يقول ابن كثير في سبب نزول هذه الآية : عن خويلة -خولة-  بنت ثعلبة قالت: ﴿ فيَّ-والله-وفي
أوس بن الصامت أنزل الله صَدْرَ سورة "المجادلة"، قالت: كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه، قالت: فدخل عليَّ يومًا فراجعته بشيء فغضب فقال: أنت عليَّ كظهر أمي. قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل عليَّ فإذا هو يريدني عن نفسي. قالت: قلت: كلا والذي نفس خويلة بيده، لا تخلص إليَّ وقد قلت ما قلت، حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه. قالت: فواثبني وامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني، قالت: ثم خرجتُ إلى بعض جاراتي، فاستعرت منها ثيابًا، ثم خرجتُ حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه. قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا خويلة –خولة- ابنُ عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه". قالت: فوالله ما برحت حتى نزل فيَّ القرآن، فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه، ثم سُرِّيَ عنه، فقال لي: "يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك". ثم قرأ عليَّ: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } إلى قوله: { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } قالت: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مُريه فليعتق رقبة". قالت: فقلت يا رسول الله، ما عنده ما يعتق. قال: "فليصم شهرين متتابعين". قالت: فقلت: والله إنه شيخ كبير، ما به من صيام. قال: "فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تَمر". قالت: فقلت: يا رسول الله، ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنا سنعينه بعَرَقٍ من تمر" . قالت: فقلت: يا رسول الله، وأنا سأعينه بعَرَقٍ آخر، قال: "فقد أصبت وأحسَنْت، فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرًا". قالت: ففعلت ﴾. ([12])
ثالثًا: واجبنا نحوهم
توقيرهم وإكرامهم: إن مِن تعاليم الإسلام في حق الكبير: توقيره وإكرامه، بأن يكون له مكانة في النفوس، ومنزلة في القلوب، وكان ذلك مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، وجعله مِن هديه وسماته وصفاته.
وأوجب نبينا صلى الله عليه وسلم احترام كبار السن، والسعي في خدمتهم فعن أنس ابن مالك قال جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له فقَالَ رَسُول الله - صلى الله
 عليه وسلم - : ﴿ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا ، وَيَوقِّرْ كَبيرِنَا ﴾ ([13])
وعَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَرَانِى فِى الْمَنَامِ أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ فَجَذَبَنِى رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الأَصْغَرَ مِنْهُمَا فَقِيلَ لِى كَبِّرْ. فَدَفَعْتُهُ إِلَى الأَكْبَرِ »([14]).
الإحسان إليهم: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِى قَالَ « أُمُّكَ ». قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ « ثُمَّ أُمُّكَ ». قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ « ثُمَّ أُمُّكَ ». قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ « ثُمَّ أَبُوكَ »([15]).
قضاء حوائجهم: عن أنس قال "كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله r فتنطلق به حيث شاءت"([16])
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى t قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ r لَا يَأْنَفُ وَلَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُمَا حَاجَتَهُمَا "([17])
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم فلما استخلف قالت جارية منهم الآن لا يحلبها فقال أبو بكر بل وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله أو كما قال وإنما كانوا يقومون بالحلاب لأن العرب كانت لا تحلب النساء منهم وكانوا يستقبحون ذلك وكان الرجال إذا غابوا احتاج النساء إلى من يحلب لهن وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لقوم لا تسقوني حلب امرأة وكان عمر يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة فدخل إليها طلحة نهارا فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها ما يصنع هذا الرجل عندك قالت هذا مذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى فقال طلحة ثكلتك أمك يا طلحة أعورات عمر تتبع وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن. ([18])
رفع قدرهم: عَنْ سَهْلٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ، قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْتَمَعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا "([19])
الشعور بحالهم: لشعوره r بأزمة الفقر هذه، وما تُورِثُه في نفس الإنسان من ضعف، تَحرَّك قلبه لهؤلاء الفقراء، مع أنه عاش حياته كفردٍ منهم، وكما تقول أم المؤمنين عائشة: "مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ r مِنْ طَعَامٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى قُبِضَ" ([20])
الدعاء لهم: إن مِن إجلال الكبير وحقه علينا أن ندعو له بطول العمر، والازدياد في طاعة الله، والتوفيق بالسداد والصلاح، والحِفظ من كل مكروه، والتمتع بالصحة والعافية، وبحُسن الخاتمة، وحثَّ اللهُ عز وجل الأبناء على الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما فقال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
إلقاء السلام عليهم: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنْ النَّبِيِّ r قَالَ: ﴿يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ﴾([21])
الإنصات لهم  والتلطف معهم:  قال ابن كثير: جاء عتبة بن ربيعة -أحد شيوخ المشركين أيام مكة- يتحدث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بحديث طويل يريد أن يثنيه عن دعوته، وكان من بين ما قال: أنت خير أم عبد الله؟ أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت النبي، تأدبًا وإعراضًا عن الجاهلين!
فواصل عتبة قائلاً: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فقل يسمع لقولك، لقد أفضحتنا في العرب حتى طار فيهم أن في قريش ساحرًا، وأن في قريش كاهنًا، ما تريد إلا أن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى. 
فلما عاين عتبةُ هذا الأدب الجم من رسول الله، خفف من حدة الحديث، وقال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا [يعني جنون أو مس] تراه لا تستطيع رده عن نفسك؛ طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يتداوى منه.
وما زال عتبة يتحدث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث الذي لا يخلوا من التعريض أو من التجريح، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في إنصات واستماع بكل احترام للشيخ.
حتى إذا فرغ عتبة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم -في أدب ورفق-: "أفرغت يا أبا الوليد؟" قال: نعم، قال: "اسمع مني"، قال: افعل، فقرأ عليه النبي أول سورة فصلت ([22]).
عدم إيذائهم: فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ r مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: "أَلاَ تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟ قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللهِ ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا ، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا ، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ : سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِي وَالأَرْجُلُ ، بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا. قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ r : صَدَقَتْ، صَدَقَتْ كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟" ([23])
عَنْ سَعْدٍ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ r سِتَّةَ نَفَرٍ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ r: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ لَا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا قَالَ وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ وَبِلَالٌ وَرَجُلَانِ لَسْتُ أُسَمِّيهِمَا فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ r مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ فَحَدَّثَ نَفْسَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:" وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ "([24])
عدم الإساءة إليهم: عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ مَرَرْنَا بِأَبِى ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ وَعَلَى غُلاَمِهِ مِثْلُهُ فَقُلْنَا يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ جَمَعْتَ بَيْنَهُمَا كَانَتْ حُلَّةً. فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ بَيْنِى وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِى كَلاَمٌ وَكَانَتْ أَمُّهُ أَعْجَمِيَّةً فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَشَكَانِى إِلَى النَّبِىِّ -r- فَلَقِيتُ النَّبِىَّ -r- فَقَالَ « يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ ». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ سَبَّ الرِّجَالَ سَبُّوا أَبَاهُ وَأُمُّهُ. قَالَ «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ هُمْ إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ» ([25])
رابعًا: نماذج مشرفة للمسنين
إن الشيخوخة لا تعني دائماً الضعف والعجز والمرض، فكم من رجل كهل في الخمسين، بدت عليه أتعاب الشيخوخة، وكم من رجل في السبعين ظل في نشاطه أقوى من ابن الخمسين، أو الأربعين، فالفروق الفردية لها دورها في حياة المسنين وعند غيرهم وفي تاريخنا الزاهر، نجد أن كثيراً من الشيوخ، يقصر نشاط كثير من شباب اليوم عنهم، وليس أدل على ذلك من مساهمتهم في الجهاد على ما فيه من مشاق وتضحيات، وفي دأبهم على التأليف ومجالس العلم، والقوة في العبادات وقد جاوزوا الثمانين أو المئة من أعمارهم.
ففي تاريخ سلفنا الصالح نماذج رائعة من نشاط المسنين:
أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه : لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا وهو في أخرى، ولزم الجهاد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن توفي في غزوة القسطنطينية، سنة 52هــ.
كان قد مرض وقائد الجيش يزيد ابن معاوية، فأتاه يعوده، وقال: ما حاجتك؟! قال: حاجتي إذا أنا مت فاركب بي، ما وجدت مساغاً في أرض العدو، فإذا لم تجد فادفني، ثم ارجع ففعل.
موسى بن نصير رحمه الله فتح الأندلس، هو ومولاه (طارق بن زياد)، وقسماً من جنوب فرنسا.
ويذكر التاريخ له قولته وهو شيخ كبير: "ما هزمت لي راية قط، ولا فض لي جمع، ولا نكب المسلمون معي نكبة منذ اقتحمت الأربعين، إلى أن شارفت الثمانين".
هذا ما يفعله الإسلام في النفوس، حين تمتزج مبادئ الدين مع نفوس معتنقيه، ورغم أن موسى بن نصير رحمه الله كان أعرج مسناً، توفي سنة 99ه، في المدينة النبوية وقد قارب الثمانين رحمه الله رحمة واسعة.
في حين كان حكيم الجاهلية وشاعرها "زهير بن أبي سلمى"، يشكو من بلوغه سن الثمانين في قوله المشهور: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش   ثمانين حولاً لا أبالك يسأم
إلا أن الإسلام يصنع العجائب، وليس ذلك بغريب على دين يدعو أتباعه إلى بذل الجهد والعمل والاجتهاد حتى الموت.
وفي تاريخنا القديم والحديث مُسِنُّون: استمروا في العطاء الغزير في كافة المجالات، رغم العمر المديد، وما ذلك إلا بسبب المكانة التي يحظى بها المسنون في المجتمعات الإسلامية.
فأبو القاسم البغوي: مات وقد استكمل مائة وثلاث سنين وشهراً واحداً، وكان طلاب العلم يسمعون عليه، حتى مات رحمه الله.
عطاء بن أبي رباح: مفتي الحرم المكي، عاش تسعين سنة، كان رحمه الله بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية، من سورة البقرة وهو قائم، لا يزول منه شيء ولا يتحرك.
لقد حفظ هؤلاء الأئمة الأعلام جوارحهم، فحفظها الله لهم
شيخ الإسلام القاضي أبو الطيب الطبري: قال عنه أبو اسحق الشيرازي في الطبقات: "شيخنا وأستاذنا، القاضي أبو الطيب، توفي عن مائة وسنتين، لم يختل عقله، ولا تغير فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي ويشهد ويحضر المواكب، إلى أن مات، ولم أر فيمن رأيت
أكمل اجتهاداً وأشد تحقيقاً وأجود نظراً منه.. يرحمه الله ".
وقال القاضي ابن بكران الشامي: "قلت للقاضي أبي الطيب، شيخنا وقد عمَّر: لقد مُتعت بجوارحك أيها الشيخ! قال: ولم لا؟! وما عصيت الله بواحدة منها قط.
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: كان يمضي يومه في التدريس والفتوى، وقد استوقفه أحد تلاميذه يسأله: يا شيخ! بلغت هذا السن، ونرى فيك نشاطاً، لا نجده في أحد منا، نحن الشباب، فأنى لك هذا؟!
حاول الشيخ ألا يجيب، وتحت إلحاح الطالب، أجاب بجواب عظيم، إذ قال: \"يا بني إذا كانت الروح تعمل أي بالطاعة والذكر فإن الجوارح لا تكل\" رحمه الله رحمة واسعة.
الشيخ ناصر الدين الألباني:  استمر في التأليف والتحقيق، وخدمة السنة المطهرة، والحديث النبوي الشريف، حتى توفاه الله عن عمر يناهز "الثامنة والثمانين عاماً"، وقد بلغت كتبه ما بين مطبوع مؤلف، أو كتاب محقق خرّج أحاديثه، ما ينوف عن "112 كتاباً" بعضها يقع في عدة مجلدات، وكل ذلك تميز بفكر نيّر وعقل حصين، وذاكرة عجيبة، رحمه الله رحمة واسعة.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد: الشيخ احمد أبو عيد
01098095854




([1]) صحيح سنن أبي داوود
([2]) صحيح سنن الترمذي  
([3]) صحيح البخاري  
([4]) السلسلة الصحيحة
([5]) صحيح الترغيب والترهيب
([6]) تفسير الطبري
([7]) صحيح مسلم
([8]) شرح مسلم للنوي
([9]) صحيح مسلم
([10]) صحيح مسلم
([11]) صحيح مسلم
([12]) تفسير ابن كثير
([13]) صحيح سنن الترمذي  
([14]) متفق عليه
([15]) متفق عليه
([16]) صحيح البخاري
([17]) صحيح الجامع
([18]) جامع العلوم والحكم
([19]) صحيح البخاري
([20]) صحيح البخاري
([21]) صحيح البخاري
([22]) السيرة النبوية لابن كثير
([23]) صحيح سنن ابن ماجة
([24]) صحيح مسلم
([25]) صحيح مسلم 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات