القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون للشيخ أحمد أبو عيد






pdf


word

 

الحمد لله الحي الباقي، الذي أضاء نوره الآفاق، ورزق المؤمنين حسن الأخلاق، وتجلت رحمته بهم إذا بلغت أرواحهم التَّرَاق، نحمده تبارك وتعالى، ونستعينه على الصعاب والمشاق، ونعوذ بنور وجهه الكريم من ظلمات الشكِّ والشرك والشقاق، ونسأله السلامة من النفاق وسوء الأخلاق.

وأشهد أن لا إله إلا الله القوي الرزاق، الحكم العدل يوم التلاق، خلق الخلق فهم في ملكه أسرى مشدودو الوَثاق، أنذر الكافرين بصيحة واحدة ما لها من فَواق، وبشَّر الطائعين بسلام الملائكة عليهم إذا التفَّت الساقُ بالساق، أرسل الرسل، وأنزل الكتب؛ ليعلم الناس أن إليه يومئذ المساق.

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المتمم لمكارم الأخلاق، لم يكن لعانًا ولا سبابًا ولا صخابًا في الأسواق، خير من صلى وصام ولبَّى وركب البراق، وأول الساجدين تحت العرش يوم يُكشَف عن ساق، جاهد في سبيل الله منصورًا معصومًا من الإخفاق، وترك فينا ما إن تمسَّكنا به علمنا أن ما عندنا ينفَد وما عند الله باق.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه ما تعقب العشي الإشراق، وما دام القمر متنقلًا في منازله من التمام إلى المحاق.

عناصر الخطبة

أوّلاً: مفهوم عمارة الأرض                                           ثانياً: أقسام عمارة الأرض

ثالثاً: أمر الله ورسوله بالبناء والتعمير                            رابعاً: أنبياء الله يدعون إلى التعمير

خامساً: حال الصحابة والتابعين                                     سادساً: وسائل تعمير الأرض

سابعاً: حرمة الإفساد في الأرض

الموضوع

أوّلاً: مفهوم عمارة الأرض:

أ -في اللغة: أصل الاستعمار والإعمار في اللغة من (الفعل الثلاثي (عمر) والسين والتاء للمبالغة، ويقال: أعمره المكان واستعمره فيه: جعله يعمره، واستعمر الله تعالى عباده في الأرض أي أمرهم بالعمارة فيها)، و(جعلهم يعمرونها أَذِنَ لهم في عمارتها واستخراج قوَّتهم منها، ويقال: أعمره أرضاً أي جعلها له طوال عمره)، و(الإعمار ضدّ الخراب، ويقال: استعمره الأرض أي جعله يعمرها بأنواع البناء والغرس والزرع حتى سُمّي الحرث عمارة لأنَّ المقصود منه عمر الأرض)

ب -في الاصطلاح: هو تحويل الأرض إلىٰ حال تصلح بها أن ينتفع من فوائدها المترقّبة منها، كعمارة الدار للسكنى، والمسجد للعبادة، والزرع للحرث، والحديقة لاجتناء فاكهتها، وهذا لا يكون إلَّا بالعمل والسعي المتواصل، والسيطرة علىٰ مصادر الخيرات فيها، ومن دون ذلك لا تحصل الحياة الكريمة.

والعمران في الاصطلاح ذكره ابن خلدون في مقدّمته، للدلالة علىٰ نمط الحياة بوجه عامّ، جاعلاً إيّاه أحد الخواصّ التي تميَّز بها الإنسان عن سائر الحيوانات، وهو: (التساكن والتنازل في مصـر أو حلَّة للأنس بالعشير، واقتضاء الحاجات لما فيه من طباعهم من التعاون علىٰ المعاش، فبالعمل يكون العمران في الأرض وتنشأ الحضارة وتتقدَّم الأُمم.

ثانياً: أقسام عمارة الأرض

من يتدبَّر القرآن الكريم يجد الحديث عن عمارة الأرض يتمحور في قسمين:

أ -عمارة حسّية تقوم علىٰ بناء الأرض وصيانتها والتوظيف الإيجابي لما سخَّره الله سبحانه وتعالى للإنسان وطوَّعه له، قال تعالى: (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ 32 وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ 33 وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) (إبراهيم: 32 _ 34)، أي جعل هذه النعم كلّها تحت تصـرّف البشـرية وذلَّلها لهم بما ينتفعون بها في قوتهم ومصالحهم، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك: 15)، ممَّا يعني أنَّ للأرض قيمة في الإبداع العمراني لا تنكر، فهي مناط الزراعة والرعي وترتبط بدرجة ما بالتصنيع وبقدر ما تستطيع الأُمّة استثمار الأرض بشكل أمثل وتطوير عطائها وتوجيهه بقدر ما تستطيع إبداع عمراني موجَّه أكثر، وهذا ما يسمى بالعمران المادّي.

ب -عمارة معنوية: تقوم علىٰ إحياء الأرض بذكر الله وطاعته وإتباع أوامره واجتناب نواهيه، وهذا ما عبَّر عنه القرآن الكريم بعمارة المساجد، لأنَّ تجديد أحوال الطاعة لله من أوكد الأسباب التي تكون بها المساجد عامرة كما أنَّ معصية الله في القول والعمل من أوكد أسباب خرابها، وعمارة المساجد ليست مقصودة لذاتها بل للدلالة علىٰ رسوخ الإيمان في قلب المعمّر.

ثالثاً: أمر الله ورسوله بالبناء والتعمير

تسخير المخلوقات للإنسان لتعمير الكون:قال تعالي:﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ – إبراهيم، آية 33)

وقال تعالي:﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ – لقمان، آية 20)

وقال تعالي:﴿ وهو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا – البقرة، آية 296﴾

تعمير الأمم السابقة للأرض: (وَأَثارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها) (الروم: 9).

الأمر بالسعي في الأرض طلبا للرزق: قال تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) الملك 15

وقوله تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ""الجمعة

وكان سيدنا عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ t إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَجَبْتُ دَعْوَتَكَ وَصَلَّيْتُ فَرِيضَتَكَ، وَانْتَشَرْتُ كَمَا أَمَرْتَنِي، فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.

وعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ t أَنَّ رَجُلاً مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ (r) فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ (r) مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ!! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (r): "إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَهْلِهِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى تَفَاخُرًا وَتَكَاثُرًا فَفِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ"([1])

الأمر بالعمل وعدم الاعتماد على الغير:  قال تعالي (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )التوبة 105

وقال تعالى:﴿ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ﴾ (يس)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ:" لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ"([2])

وعن الزّبير بن العوّام- t- عن النّبيّ r قال: «لأن يأخذ أحدكم أحبلا، فيأخذ حزمة من حطب فيبيع فيكفّ اللّه بها وجهه خير من أن يسأل النّاس أعطي أم منع»([3])

روى أن شقيقاً البلخي، ذهب في رحلة تجارية، وقبل سفره ودع صديقه إبراهيم بن أدهم حيث يتوقع أن يمكث في رحلته مدة طويلة، ولكن لم يمض إلا أيام قليلة حتى عاد شقيق ورآه إبراهيم في المسجد، فقال له متعجباً: ما الذي عجّل بعودتك؟ قال شقيق: رأيت في سفري عجباً، فعدلت عن الرحلة، قال إبراهيم: خيراً ماذا رأيت؟ قال شقيق: أويت إلى مكان خرب لأستريح فيه، فوجدت به طائراً كسيحاً أعمى، وعجبت وقلت في نفسي: كيف يعيش هذا الطائر في هذا المكان النائي، وهو لا يبصر ولا يتحرك؟ ولم ألبث إلا قليلاً حتى أقبل طائر آخر يحمل له العظام في اليوم مرات حتى يكتفي، فقلت: إن الذي رزق هذا الطائر في هذا المكان قادر على أن يرزقني، وعدت من ساعتي، فقال إبراهيم: عجباً لك يا شقيق، ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى الكسيح الذي يعيش على معونة غيره، ولم ترض أن تكون الطائر الآخر الذي يسعى على نفسه وعلى غيره من العميان والمقعدين؟ أما علمت أن اليد العليا خير من اليد السفلى؟ فقام شقيق إلى إبراهيم وقبّل يده، وقال: أنت أستاذنا يا أبا إسحاق، وعاد إلى تجارته.

عمارة المساجد: قال تعالى (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَـى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (التوبة: 18).

الأمر بالعمل حتى عند قيام الساعة: فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ r ، قَالَ : " إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا " ([4])

الثواب الكبير لمن يعمرون الأرض: روى عن رسول الله r انه قال " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ"([5])

رابعاً: أنبياء الله يدعون إلى التعمير

سيدنا صالح u : قال تعالى "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) هود

سيدنا داوود u : عَنْ الْمِقْدَامِ t عَنِ رَسُولِ اللَّهِ r ، قَالَ : " مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ u ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ([6])

سيدنا موسى u : عمل برعي الغنم قال تعالى: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسىٰ * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرىٰ﴾ (سورة طه: 17، 18)

عمل أجيرا في أرض مدين قبل أن يبعثه الله رسولا. عند سيدنا شعيب u في رعي غنمه واختاره زوجاً لإحدى بنتيه لأمانته وصدقه ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْت الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ (سورة القصص)

سيدنا محمد rكان يرعى الغنم في صدر شبابه، ثم اشتغل بالتجارة في مال خديجة بنت خويلد فيما بعد كان يعمل ويأكل من كسب يده قال r: «ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم، قيل يا رسول الله وأنت؟ قال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة»([7])

فكان يقوم بمهنة أهله، يغسل ثوبه، ويحلب شاته، ويرقع الثوب، ويخصف النعل؛ ويعلف بعيره، ويأكل مع الخادم، ويطحن مع زوجته إذا عييت ويعجن معها، وكان يقطع اللحم مع أزواجه، ويحمل بضاعته من السوق، ونحر في حجة الوداع ثلاثا وستين بدنة بيده، وكان ينقل التراب يوم الخندق حتى اغبر بطنه، وكان ينقل مع صحابته اللبن – الطوب الترابي-أثناء بناء المسجد، فعمل فيه رسول الله r ليرغب المسلمين في العمل والبناء والتعمير.

جميع الأنبياء والمرسلين أ-قال تعالى: (وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً). (الفرقان 20)

قال ابن كثير: يقول تعالى مخبرا عن جميع مَنْ بعثه من الرسل المتقدمين: إنهم كانوا يأكلون الطعام، ويحتاجون إلى التغذي به " وَيَمْشُونَ فِي الأسْوَاقِ " أي: للتكسب والتجارة، وليس ذلك بمناف لحالهم ومنصبهم؛ فإن الله جعل لهم من السمات الحسنة، والصفات الجميلة، والأقوال الفاضلة، والأعمال الكاملة، والخوارق الباهرة.

ب-وقد كان لكل واحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً حرفة يعيش بها

 فكان آدم حراثا وحائكا، وكانت حواء تغزل القماش، وكان إدريس u خياطا وخطاطا، وكان نوح وزكريا نجارين، وكان هود وصالح تاجرين، وكان إبراهيم زارعا ونجارا، وكان أيوب زراعا، وكان داود زرادا – أي يصنع الزرد – وهو درع من حديد يلبسه المحارب، وكان سليمان خواصا؛ وكان موسى وشعيب ومحمد r وسائر الأنبياء عليهم السلام يعملون بمهنة رعي الأغنام. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ:" مَا بَعَثَ اللَّهُ

نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ. فَقَالَ أَصْحَابُهُوَأَنْتَ؟! فَقَالَ: نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ "([8])

قال ابن عباس t: "كان آدم -u حراثاً، ونوح نجاراً، وإدريس خياطاً، وإبراهيم ولوط كانا يعملان في الزراعة، وصالح تاجراً، وداود حداداً..

خامساً: حال الصحابة والتابعين

أبو بكر الصديق t : إذ تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: لما استخلف أبو بكر الصديق قال: لقد علم قومي أن حِرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي، وشُغلت بأمر المسلمين، فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال، وأحترف للمسلمين فيه.

عمر بن الخطاب tيقول: ما من موضع يأتيني الموت فيه أحب إلىَّ من موطن أتسوق فيه لأهلي أبيع وأشتري.

عليِّ بنِ أبي طالبٍ t: حينما أَرَاد أَنْ يتزوج فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -r-، وليس عنده مالٌ ولا وظيفة، إنما كَانَتْ له ناقتان، فبدأ يعمل ويُتاجر بهما، فيحمل عليهما المتاعَ ويبيعه في السوق؟

عبد الرحمن بن عوف: عَنْ أَنَسٍ t، قَالَ : " قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَآخَى النَّبِيُّ r بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ ، فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ ، فَرَآهُ النَّبِيُّ r بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ r : " مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : " فَمَا سُقْتَ فِيهَا ؟ " فَقَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ r : " أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ([9])

سادساً: وسائل تعمير الأرض

العلم: وهو المظهر الأول والقاعدة الأساس في إعمار الكون، ولا يمكن إخفاء ما له من أثر في إحداث الرقيّ والتطوّر، وتحقيق إعمار الكون

إنّ الظواهر والمفاهيم العلمية في القرآن الكريم تعدّ المفاتيح الرئيسة في عملية البناء والإعمار لكل ما في الوجود، ويفرض هذا الواقع ضرورة إنشاء مراكز ومعاهد فاعلة للبحث العلمي تنفق عليه بسخاء، وترى فيه فريضة شرعية، يثاب فاعلها ويأثم تاركها. لا أن يكون وجودها مجرد مظهر تزييني وتجميلي لمؤسسات التعليم.

التفكر في خلق الله: التفكر ليس عملية ذهنية صامتة، بل عملية تجريبية ناطقة، واعية، مكتشفة، مسخّرة للنتائج التي تصل إليها في عملية الإعمار قال تعالى:" اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"(الرعد: 4).

استثمار السنن التسخيرية: إنّ تسخير ما في الكون هو أحد مهامّ الإنسان في الحياة، ويعني البحث في وجوه الانتفاع ممّا ذلّله الله تعالى للإنسان في الكون وتطويعه وتوظيفه بالعمل الدؤوب الهادف.

لقد سخّر الله تعالى للإنسان كثيرا من المظاهر الكونية، فقد سخّر له الشمس والقمر، والليل والنّهار، والفلك والأنهار والبحار، كما في قوله تعالى:" اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ" (إبراهيم: 333).

العناية بالبيئة:  نعني بالبيئة الأرض التي يمشي عليه الإنسان، والتراب الذي يزرعه، والهواء الذي يتنفسه، والماء الذي يشربه، والأنهار التي تمشي من تحته، هي الأرض التي تقلّه، والسماء التي تظله، والجوّ الذي يحلّق فيه بما توصّل إليه من علم ومعرفة. وتعدّ المحافظة عليها والعناية بها وسيلة من وسائل إعمار الكون، ومظهرا من مظاهره.

الحفاظ على موارد الكون:  من المظاهر المهمّة في إعمار الكون المحافظة على موارده، فلا يصح التعرّض لما فيه بالإتلاف أو التدمير، كما لا ينبغي استنزاف ما فيه من خيرات دون التفكير بحقوق الأجيال القادمة من هذه الخيرات والموارد. لقد حذّر القرآن من كلّ سلوك يؤذي موارد الطبيعة، كما في قوله سبحانه:" وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ" (البقرة 20205).

إتقان العمل قال تعالى (صنع الله الذي أتقن كل شئ)"النمل 88"

وقال تعالى: (منْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ: " إِنَّ اللهَ (عز وجل) يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ " ([10])

ويروى أن مقاولا معماريا يعمل في مؤسسة عقارية كبيرة، كان متميزا بجودة بنائه وإتقانه في عمله، فلما كبرت به السن رغب في التقاعد، والعيش بقية حياته بالقرب من عائلته، فتقدم بطلب التقاعد من العمل، وحاول رئيسه أن يثنيه عن هذا القرار، فقدم له زيادة في الراتب، وكثيرا من المغريات، إلا أن المقاول كان قد قرر قراره بالتقاعد دون تراجع، فوافق رئيسه على طلبه شرط أن يقوم هذا المقاول ببناء منزل أخير، فيختم به سجل عمله الحافل، فوافق المقاول على هذا الشرط ولكن على مضض، ولأن المقاول كان يعلم بأن هذا البيت هو آخر بيت يبنيه؛ ولأنه لا يعتبر هذا البيت إلا رقما صغيرا في عدد البيوت التي بناها، فقد تساهل في العمل ولم يخلص فيه، بل إنه لم يحرص على إتقان صنعته، فجلب له المواد الرديئة، والمعدات الرخيصة، ولم يحرص على إجادة العمل، وأسرع في إنجاز مهمته على حساب الجودة، وكأنه نسي أنه بهذا العمل قد أفسد ما بناه طوال عمره؛ من تميز وإتقان عرف به.

وعندما انتهى المقاول من البناء أسرع إلى رئيسه بمفتاح البيت الجديد ليخبره بأنه أنجز ما عليه من مهمة، ولكن رئيسه فاجأه بابتسامة، وقال له: اسمح لي أن أقدم لك هذا البيت هدية مني مقابل إخلاصك وتفانيك في السنوات الماضية، لقد ندم المقاول كثيرا على تفريطه؛ لأنه لو علم أنه يبني منزلا لنفسه لما تردد أن يضع فيه كامل عصارة خبرته، وأفضل الأدوات والمعدات، ولأعطاه ما يستحقه من وقت.

الأمانة وعدم الخيانة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ r ، مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا ، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا ، فَقَالَ : " مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ " قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ : " أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ ، مَنْ غَشَّ ، فَلَيْسَ مِنِّي "([11])

وقال تعالى: (وَيلٌ لِلمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَستَوفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُم أَو وَزَنُوهُم يُخسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَبعُوثُونَ * لِيَومٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالمِينَ) المطففين.

وعن زيد بن أسلم قال: مَـرّ ابن عمر براعي غنم فقال: يا راعي الغنم هل مِن جَزرة؟ قال الراعي: ليس ها هنا ربها، فقال ابن عمر: تقول أكلها الذئب! فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قالفأين الله؟ قال ابن عمر: فأنا والله أحق أن أقول فأين الله، فاشترى ابن عمر الراعي واشترى الغنم فأعتقه وأعطاه ([12])

وغيرها من الوسائل التي لا يسع المقام لسردها

سابعاً: حرمة الإفساد في الأرض

النهي عن الفساد:  قال تعالى (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا) الأعراف 56

وقال تعالى: "وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (البقرة: 60)

وقال تعالي (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) البقرة

وقال تعالى: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ " " البقرة: 11 ـ 12"

وقال تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"

ونهى عنه المولى عز وجل فقال (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) الأنفال.

وقال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) الأعراف 33

علم الله بالمفسدين: قال سبحانه (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) آل عمران 63

تعجيل العقوبة في الدنيا والحساب كذلك في الآخرة: عن أبي بكرة t قال قال رسول الله r " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ " ([13])

وقال تعالى:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ *إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِالَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ* وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ* وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ"(الفجر: ٦-١٤)

الخزي في الدنيا والآخرة: يقول تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " "المائدة: 33"

عدم الفلاح:قال تعالى (وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النحل.

عدم قبول العمل: قال تعالى (إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) يونس.

الحرمان من محبة الله تعالى: قال تعالى (إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ) القصص.

قتل لنفس واحدة يعتبر قتل للجميع:  قال تعالى:(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) المائدة.

 

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

%%%%%%%%

 

 



([1]) صحيح الترغيب والترهيب

([2]) صحيح مسلم

([3]) صحيح البخاري

([4]) صحيح الأدب المفرد للبخاري

([5]) صحيح البخاري

([6]) صحيح البخاري

([7]) صحيح الجامع

([8]) صحيح البخاري

([9]) صحيح البخاري

([10]) السلسلة الصحيحة

([11]) صحيح مسلم

([12]) السلسلة الصحيحة

([13]) صحيح الترغيب والترهيب

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات