إنا كفيناك المستهزئين للشيخ أحمد أبو عيد

  





الحمد لله الذي أرسى الجبال وأجرى الأنهار، وأنزل الغيث وأنبت الأشجار، وسخر لنا الفلك ومهد لها أمواج البحار، وخلق الشمس والقمر وقلب الليل والنهار، صورنا فأحسن صورنا وجعل لنا السمع والأفئدة والأبصار، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار.

 وأشهد أن لا إله إلا الله القوى الجبار، المستوى على عرشه دون حلول أو مماسة أو استقرار، العظمة رداؤه والكبرياء له إزار، ليس كمثله شيء فلا تصل إلى كنه ذاته العقول والأفكار، اللطيف الخبير فلا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.

 وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المختار، إمام المتقين والأبرار، المسلم من العيوب والمطهر من الأوضار، المنصور بالرعب على مسيرة شهر في كل الأمصار، إذا جاهد فالسيف في يده بتار، وإذا سالم استوى في أمانه المسلمون والكفار، إذا سئل شيئا أعطاه بغير انتظار، إذا سكت علاه البهاء والوقار، وإذا تكلم خرج من فمه نور كنور الفجر وقت الإسفار، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، ومادامت الشمس في فلكها والقمر في المدار.

العناصر

أولًا: أسباب ايذائهم للنبي صلى الله عليه وسلم              ثانيًا: عقوبة من يؤذي رسول الله

ثالثًا: حفظ الله لنبيه ودينه                                       رابعًا: واجبنا نحو نبينا وديننا

خامسًا: نماذج على من آذى رسول الله وكيف كان مآله

الموضوع

أولًا: أسباب ايذائهم للنبي صلى الله عليه وسلم

خدم وأعوان للشيطان: قال تعالى: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ) (سورة ص)

قال إبليس: فبعزتك -يا رب- وعظمتك لأضلنَّ بني آدم أجمعين، إلا مَن أخلصتَه منهم لعبادتك، وعصمتَه من إضلالي، فلم تجعل لي عليهم سبيلا.

فلا تتعجب أن تجد من يحاربون الله ورسوله ويعاندون لأن الشياطين يسوقونهم سوقا إلى هذا، كما قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)) سورة الأنعام

أي وكما أن هؤلاء عادوك وعاندوك وأنت تريد هدايتهم جعلنا لكل نبي يبلِّغ عنا أعداء من عتاة الإنس وعتاة الجن الذين يخفون عنك ولا تراهم، يوسوس بعضهم لبعض بكلام مزخرف مُمَوَّه لا حقيقة له، فيلقون بذلك فيهم الغرور بالباطل، وذلك كله بتقدير الله ومشيئته، ولو شاء ما فعلوه، ولكنه لتمحيص قلوب المؤمنين. فاترك الضالين وكفرهم بأقوالهم التي يقترفونها ([1]).

وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) )

أَيْ كَمَا حَصَلَ لَكَ يَا مُحَمَّدُ فِي قَوْمِكَ مِنَ الَّذِينَ هَجَرُوا الْقُرْآنَ، كَذَلِكَ كَانَ في الأمم الماضيين، لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ، يَدْعُونَ النَّاسَ إِلَى ضَلَالِهِمْ وَكُفْرِهِمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإنس والجن} الآية، ولهذا قال تعالى ههنا: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} أَيْ لِمَنِ اتَّبَعَ رَسُولَهُ وَآمَنَ بِكِتَابِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ هاديه وناصره في الدنيا والآخرة ([2])

انتشار الوهن بين المسلمين: عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» . فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُم يَوْمئِذٍ كثير وَلَكِن غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ» . قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» ([3])

في زمن الردة والبهتان ارسم *** ما شئت ولا تخجل فالكفر مباح يا فنان
فزمان الردة نعرفه *** زمن المعصية بلا نكران
ان ضل القلب فلا تعجب *** أن يسكن فيه الشيطان
لن يشرق ضوء من قلب *** لا يعرف طعم الايمان
فارسم ما شئت ولا تخجل فالكل مهان *** واكتب ما شئت ولا تخجل فالكل جبان
لا تخشى خيول ابى بكر *** اجهضها جبن الفرسان
وبلال الصامد فوق المسجد *** أسكته سيف السجان
أتراه يؤذن بين الناس بلا استئذان
أتراه يرتل بسم الله ولا يخشى بطش الكهان
فارسم ما شئت ولا تخجل ***.. فالكفر مباح يا فنان
واكتب ما شئت ولا تخجل ***... فالكل مهان والكل جبان
اسالك بربك يا فنان *** هل تجرؤ ان تكسر يوما احد الصلبان
ان تسخر يوما من عيسى*** او تقذف مريم بالبهتان
خبرني يوما يا فنان *** حين تفيق من الهزيان
هل هذا حق الانسان *** ان تشعل حقدك في الاسلام
ان تشعل نارك في القران *** ان تسخر بحبيب الرحمن
ان تسخر بحبيب الرحمن
خبرني يوما يا فنان *** حين تفيق من الهذيان
هل هذا حق الانسان *** ان تشعل حقدك في الاسلام
ان تشعل نارك في القران*** ان تسخر بحبيب الرحمن
ان تسخر بحبيب الرحمن
خبرني يوما يا فنان ***  حين تفيق من الهذيان
هل هذا حق الانسان ***.ان تغرز حقدك في الاسلام
ان تشعل نارك في القران *** ان تسخر بحبيب الرحمن
ارسم ما شئت ولا تخجل فالكفر مباح يا فنان
دع باب المسجد يا زنديق ***. دع القران يا زنديق
دع المصطفى يا زنديق ***. وقم واسكر بين الاوثان
سيجيؤك صوت ابى بكر *** ويصيح بخالد قم واقطع راس الشيطان
فمحمد باق ما بقيت دنيا الرحمن *** فمحمد باق ما بقيت دنيا الرحمن
وسيعلو قول الله وسيعلو قول الله وسيعلو قول الله في كل زمان ومكان

تخاذل المسلمون عن نصرة نبيهم: فكم أُوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوجد رد فعل من المسلمين ولا حكامهم يزجر هؤلاء عن اساءتهم لنبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

الحقد والحسد على المسلمين: قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة:59(

فأهل الكتاب يعلمون انه رسول الله يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإنما حملهم على سبه وتنقصه الحسد قال تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(  والحاسد إنما يضر نفسه قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (سورة النساء)

اتباع المسلمون للغرب في كل شيء: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لتتبعن سنَن من قبلكُمْ، شبْرًا بشبرٍ، وذراعاً بِذِرَاع، حَتَّى لَو دخلُوا جُحر ضَب لتبعتموهم " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، الْيَهُود وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: " فَمن؟ " ([4])

ثانيًا: عقوبة من يؤذي رسول الله

العذاب المهين: قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)) سورة المجادلة

يُخْبِرُ تَعَالَى عَمَّنْ شَآقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَعَانَدُوا شَرْعَهُ {كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أَيْ أُهِينُوا وَلُعِنُوا وَأُخْزُوا كَمَا فُعِلَ بِمَنْ أَشْبَهَهُمْ مِمَّنْ قَبْلَهُمْ، {وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} أي واضحات لا يعاندها ولا يخالفها إلاّ كافر فاجر مكابر، {وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أَيْ فِي مُقَابَلَةِ مَا اسْتَكْبَرُوا عَنِ اتِّبَاعِ شَرْعِ اللَّهِ، وَالِانْقِيَادِ لَهُ وَالْخُضُوعِ لَدَيْهِ، ثُمَّ قال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً} وَذَلِكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يجمع الله الأولين الآخرين فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ {فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ} أَيْ فيخبرهم بِالَّذِي صَنَعُوا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} أَيْ ضَبَطَهُ اللَّهُ وَحَفِظَهُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ قد نسوا ما كانوا عملوا، {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} أَيْ لَا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ وَلَا يَخْفَى وَلَا يَنْسَى([5]).

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة التوبة:61(

اللعن في الدنيا والآخرة: قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا( (سورة الأحزاب)

أي إن الذين يؤذون الله بالشرك أو غيره من المعاصي، ويؤذون رسول الله بالأقوال أو الأفعال، أبعدهم الله وطردهم مِن كل خير في الدنيا والآخرة، وأعدَّ لهم في الآخرة عذابًا يذلهم ويهينهم.

يذلهم الله: قال تعالى: (نَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)) (سورة المجادلة) يَعْنِي الَّذِينَ هُمْ فِي حَدٍّ وَالشَّرْعُ فِي حَدٍّ، أَيْ مُجَانِبُونَ لِلْحَقِّ مُشَاقُّونَ لَهُ، هُمْ فِي نَاحِيَةٍ وَالْهُدَى فِي نَاحِيَةٍ {أُولَئِكَ فِي الأذلين} أي في الأشقياء المبعدين الْأَذَلِّينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

العقاب الشديد: قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)) سورة الأنفال

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} أَيْ خَالَفُوهُمَا، فَسَارُوا فِي شَقٍّ، وَتَرَكُوا الشَّرْعَ وَالْإِيمَانَ به واتباعه في شق، ومأخوذ أَيْضًا مِنْ شَقِّ الْعَصَا وَهُوَ جَعْلُهَا فِرْقَتَيْنِ {وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} أَيْ هُوَ الطَّالِبُ الْغَالِبُ لِمَنْ خَالَفَهُ وَنَاوَأَهُ لَا يَفُوتُهُ شَيْءٌ، وَلَا يَقُومُ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا إِلَهَ غَيْرُهُ وَلَا رَبَّ سِوَاهُ، {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ بالنار} هَذَا خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ، أَيْ ذُوقُوا هَذَا الْعَذَابَ وَالنَّكَالَ فِي الدُّنْيَا وَاعْلَمُوا أَيْضًا أَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ.

وقال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) ) سورة الحشر

ذلك -الذي أصاب اليهود في الدنيا وما ينتظرهم في الآخرة- لأنهم خالفوا أمر الله وأمر رسوله أشدَّ المخالفة، وحاربوهما وسعَوا في معصيتهما، ومن يخالف الله ورسوله فإن الله شديد العقاب له.

يقطع الله عنهم كل خير: قال تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)) (سورة الكوثر)  

إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور، هو المنقطع أثره، المقطوع من كل خير.

ثالثًا: حفظ الله لنبيه ودينه

حفظ الله لنبيه في الغار وسائر حياته: قال تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)) (سورة التوبة)

يا معشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لا تنفروا معه أيها المؤمنون إذا استَنْفَركم، وإن لا تنصروه; فقد أيده الله ونصره يوم أخرجه الكفار من قريش من بلده (مكة) ، وهو ثاني اثنين (هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنه) وألجؤوهما إلى نقب في جبل ثور بـ «مكة» ، فمكثا فيه ثلاث ليال، إذ يقول لصاحبه (أبي بكر) لما رأى منه الخوف عليه: لا تحزن إن الله معنا بنصره وتأييده، فأنزل الله الطمأنينة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعانه بجنود لم يرها أحد من البشر وهم الملائكة، فأنجاه الله من عدوه وأذل الله أعداءه، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى. وكلمةُ الله هي العليا، وذلك بإعلاء شأن الإسلام. والله عزيز في ملكه، حكيم في تدبير شؤون عباده. وفي هذه الآية منقبة عظيمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ([6]).

وحفظه الله يوم أحد والخندق وسائر أحواله.

وعد الله بنصر رسله: قال تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي} أَيْ قَدْ حَكَمَ وَكَتَبَ فِي كتابه الأول، وقدره الذي لا يخالف ولا يمانع ولا يبدل، بأن النصرة له ولكُتُبه وَرُسُلِهِ وَعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، {وَأَنَّ الْعَاقِبَةَ لِّلْمُتَّقِينَ}، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}، وقال ههنا: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} أَيْ كَتَبَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ أَنَّهُ الْغَالِبُ لِأَعْدَائِهِ، وَهَذَا قَدْرٌ مُحْكَمٌ وَأَمْرٌ مُبْرَمٌ أَنَّ الْعَاقِبَةَ وَالنُّصْرَةَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ([7])

كفاه الله شر الخلق: قال تعالى: (فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (سورة الحجر)  كان نبينا وسيدنا وقرة أعيننا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واثقًا في دعوته لا يلتفت إلى من يتنقصه، ولا يلتفت إلى المستهزئين، يعلم -صلى الله عليه وسلم- أن الذي يتنقصه -صلوات ربي وسلامه عليه- هو كالذي يرفع بصره إلى الشمس فيسبها، ثم يقذفها بحجر، فلا يلبث أن يسقط الحجر على رأسه فيدمغه.

حسبه الله وكفى: قال تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)) (سورة الأنفال)

يا أيها النبي إن الله كافيك، وكافي الذين معك من المؤمنين شرَّ أعدائكم.

وقال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(

وقال تعالى: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) )

أي فإنْ آمن الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم بمثل الذي آمنتم به، مما جاء به الرسول، فقد اهتدوا إلى الحق، وإن أعرضوا فإنما هم في خلاف شديد، فسيكفيك الله -أيها الرسول- شرَّهم وينصرك عليهم، وهو السميع لأقوالكم، العليم بأحوالكم.

عصمة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم حيًا وميتا: قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)) (سورة المائدة)  يا أيها الرسول بلِّغ وحي الله الذي أنزِل إليك من ربك، وإن قصَّرت في البلاغ فَكَتَمْتَ منه شيئًا، فإنك لم تُبَلِّغ رسالة ربِّك، وقد بلَّغ صلى الله عليه وسلم رسالة ربه كاملة، فمن زعم أنه كتم شيئًا مما أنزِل عليه، فقد أعظم على الله ورسوله الفرية. والله تعالى حافظك وناصرك على أعدائك، فليس عليك إلا البلاغ. إن الله لا يوفق للرشد مَن حاد عن سبيل الحق، وجحد ما جئت به من عند الله.

لم ولن يتخلى عنه ربه سبحانه: قال تعالى: (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)) أقسم الله بوقت الضحى، والمراد به النهار كله، وبالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه. ويقسم الله بما يشاء من مخلوقاته، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير خالقه، فإن القسم بغير الله شرك. ما تركك -أيها النبي- ربك، وما أبغضك بإبطاء الوحي عنك.

ولَلدَّار الآخرة خير لك من دار الدنيا، ولسوف يعطيك ربك -أيها النبي- مِن أنواع الإنعام في الآخرة، فترضى بذلك.

رابعًا: واجبنا نحو نبينا وديننا

الاقتداء به: قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) )  (سورة الأنعام)

أولئك الأنبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق، فاتبع هداهم -أيها الرسول- واسلك سبيلهم. قل للمشركين: لا أطلب منكم على تبليغ الإسلام عوضًا من الدنيا، إنْ أجري إلا على الله، وما الإسلام إلا دعوة جميع الناس إلى الطريق المستقيم وتذكير لكم ولكل مَن كان مثلكم، ممن هو مقيم على باطل، لعلكم تتذكرون به ما ينفعكم.

وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)) (سورة الأحزاب) لقد كان لكم -أيها المؤمنون- في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها، فالزموا سنته، فإنما يسلكها ويتأسى بها مَن كان يرجو الله واليوم الآخر، وأكثرَ مِن ذكر الله واستغفاره، وشكره في كل حال.

اتباعه في كل ما أمر: قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)) (سورة آل عمران)

التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43))  (سورة الزخرف) فاستمسك -أيها الرسول- بما يأمرك به الله في هذا القرآن الذي أوحاه إليك؛ إنك على صراط مستقيم، وذلك هو دين الله الذي أمر به، وهو الإسلام. وفي هذا تثبيت للرسول صلى الله عليه وسلم، وثناء عليه.

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)) (سورة الأعراف) والذين يتمسَّكون بالكتاب، ويعملون بما فيه من العقائد والأحكام، ويحافظون على الصلاة بحدودها، ولا يضيعون أوقاتها، فإن الله يثيبهم على أعمالهم الصالحة، ولا يضيعها ([8]).

الاستعانة بالصبر والصلاة: قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)) (سورة البقرة) يا أيها المؤمنون اطلبوا العون من الله في كل أموركم: بالصبر على النوائب والمصائب، وبالصبر على ترك المعاصي والذنوب، والصبر على الطاعات والقربات، وبالصلاة التي تطمئن بها النفس، وتنهى عن الفحشاء والمنكر. إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده. وفي الآية: إثبات معيَّة الله الخاصة بالمؤمنين، المقتضية لما سلف ذكره; أما المعية العامة، المقتضية للعلم والإحاطة فهي لجميع الخلق([9]).

ومهما فعلوا فلن يبلغ ضرهم إلا كما قال تعالى: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) ) (سورة أل عمران)

لن يضركم هؤلاء الفاسقون من أهل الكتاب إلا ما يؤذي أسماعكم من ألفاظ الشرك والكفر وغير ذلك، وإن يقاتلوكم يُهْزَموا، ويهربوا مولِّين الأدبار، ثم لا ينصرون عليكم بأي حال.

الثقة في نصر الله: قال تعالى: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)) (سورة الأعراف) 

قال موسى لقومه -من بني إسرائيل-: استعينوا بالله على فرعون وقومه، واصبروا على ما نالكم من فرعون من المكاره في أنفسكم وأبنائكم. إن الأرض كلها لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة المحمودة لمن اتقى الله ففعل أوامره واجتنب نواهيه.

العاقبة للمتقين: قال تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)) (سورة القصص)

تلك الدار الآخرة نجعل نعيمها للذين لا يريدون تكبرًا عن الحق في الأرض ولا فسادًا فيها. والعاقبة المحمودة -وهي الجنة- لمن اتقى عذاب الله وعمل الطاعات، وترك المحرمات.

المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لابد أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأبنائنا وأهلنا، وأحب إلينا من الناس أجمعين؛ فعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ، وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) ([10])

وعن عبْدِ اللهِ بنِ هشامٍ قال: كُنّا مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهْوَ آخِذٌ بيدِ عُمَرَ بنِ الخطّابِ، فقال له عُمرُ: يا رسولَ الله! لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ إلا مِنْ نَفْسي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَهُ: "لا والذي نَفْسي بِيده، حتى أكونَ أحبَّ إليْكَ مِنْ نَفْسِكَ"، فقالَ لهُ عُمَرُ: فإِنَّهُ الآنَ واللهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إليَّ مِنْ نَفْسِي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الآن يا عُمَرُ! " ([11]).

 لقد رزق الله -تعالى- نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أصحابًا كرامًا عرفوا قدره ومكانته وإجلاله، سئل علي -رضي الله تعالى عنه-: كيف كان حبكم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! قال: "كان -والله!- أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ".

كثرة الصلاة عليه: من مكانته -عليه الصلاة والسلام- أن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، صلى عليه ربنا فقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (سورة الأحزاب)

كثرة ذكر الله تعالى: قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) ) (سورة الحجر)

فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكره والسجود بين يديه مهما كثرت همومه وضاق صدره بسبب ما يسمعه ويراه من إيذاء المشركين له وليداوم على ذلك حتى يلقى الله تعالى. 

التعرف على رسول الله: بالتعرف على سيرته صلى الله عليه وسلم لتزداد حبا له، وتتخلق بأخلاقه ومعاملاته وسائر أحواله

إنَّ عَلَى المُسلِمِينَ أَن يَدرُسُوا حَيَاتَهُ صلى الله عليه وسلم وَسِيرَتَهُ، وَأَن يَنشُرُوا عِلمَهُ وَيُحيُوا سُنَّتَهُ، وَأَن يَدعُوا إِلى هَديِهِ وَطَرِيقَتِهِ، وَأَن يَتَخَلَّقُوا بِأَخلاقِهِ وَيَتَّصِفُوا بما كَانَ عَلَيهِ، فَقَد قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: ((مَن رَغِبَ عَن سُنَّتي فَلَيسَ مِني)). وَإِنَّكَ لَتَرَى في المُسلِمِينَ اليَومَ تَهَاوُنًا بِالسُّنَنِ وَتَقصِيرًا في الطَّاعَاتِ، بَل وَتَركًا لِلفُرُوضِ وَإِخلالاً بِالوَاجِبَاتِ وَإِضَاعَةً لِلصَّلَوَاتِ وَاتِّبَاعًا لِلشَّهَوَاتِ وَوُقُوعًا في الحَرَامِ وَالشُّبُهَاتِ، فَأَيُّ نُصرَةٍ لِلنَّبيِّ تُرجَى مِن مِثلِ هَؤُلاءِ؟! أَيُّ نُصرَةٍ تُرجَى ممَّن يَترُكُ صَلاةَ الفَجرِ وَيُؤثِرُ النَّومَ؟! أَيُّ نُصرَةٍ تُرجَى ممَّن يَتَهَاوَنُ بِصَلاةِ الجَمَاعَةِ وَيَهجُرُ المَسجِدَ؟! أَيُّ نُصرَةٍ تُرجَى ممَّن يَأكُلُ الرِّبَا وَلا يَسأَلُ عَن حِلِّ المُسَاهَمَاتِ وَالمُعَامَلاتِ مِن حُرمَتِهَا؟! أَيُّ نُصرَةٍ تُرجَى ممَّن لا يَتَوَرَّعُ عَن النَّظَرِ إِلى الحَرَامِ وَاستِمَاعِ الحَرَامِ في قَنَاةٍ أَو جَوَّالٍ أَو مِذيَاعٍ أَو صَحِيفَةٍ؟! وَهَبْ أَنَّكَ قَاطَعتَ سِلَعَ مَنِ استَهزَؤُوا بِالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَهَل قَاطَعتَ مَعَ ذَلِكَ فِكرَهَم وَعَمَلَهُم؟! هَلِ اجتَنَبتَ مَسَالِكَهُم وَطُرُقَهُم؟! هَلِ استَقَمتَ عَلَى الطَّرِيقَةِ في عَامَّةِ أَمرِكَ وَخَاصَّتِهِ أَم أَنَّ بَيتَكَ يَعُجُّ بِالمَعَاصِي وَالمُنكَرَاتِ وَإِضَاعَةِ الصَّلاةِ وَاتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ؟!.

الدفاع عنه: رسمت الدنمرك استهزاءً، وسب ولعن قسيسهم الأكبر فقال عن نبينا -عليه الصلاة والسلام-: ما جاء محمد إلا بالقتل والدمار.

وانبري شرذمة فجرة من فجرة النصارى وفساقهم، فينتجون فيلمًا يحاولون فيه الاستهزاء برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وجمعوا فساقًا يمثلون أدوار الصحابة، دور بلال ودور عمر ودور صحابة كرام، بل دور أمهات المؤمنين.

وفي هذه الأيام قام رئيس فرنسا بإعلان إيذاء رسول الله وتكريم من آذوه، فإن الذي فعله أولئك هو استهزاء بنا جميعًا، استهزاء بالمسلمين، إنه استهزاء بقائدنا الذي نقتدي به في أقوالنا وأفعالنا، ونسمي عليه أبناءنا، ونتنافس في معرفة قصصه وأخباره، ونعلق اسمه في مجالسنا، ونطبع الكتب عن سيرته، هو الذي هدانا الله به إلى الصراط المستقيم، وعلمنا الدين القويم، فلا نرضى أبدًا أن ينبري فجار يستخفون بديننا، لا نرضى أن يتغوطوا على كرامتنا، ولا أن يبولوا على شرفنا، لا نرضى أبدًا أن يستخفوا بديننا ولا بكرامتنا.

أين السياسيون والحكام؟! أين العلماء؟! أين المحاكم؟! لا نرضى -والله- أن يبقى هؤلاء آمنين مطمئنين والفيلم يعرض في دور السينما والقنوات ومواقع الإنترنت، لا نرضى أبدًا! بل نثور، ودون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسحق جماجمنا.

أيَطيـبُ نَـومٌ أو يـَلَذُّ لمسـلمٍ *** عَيشٌ وعِـرْضُ الهـاشمي مُباحُ
لعـبتْ بـه بينَ الأنـامِ أصـابعٌ *** فلهنّ فيـهِ مَسْـرحٌ ومـراح
يا مسلمون كفاكـمُ نومًا فـقدْ *** صاح النذير وصَـرّحَ الإصباحُ
أومـا كفـاكُمْ أنهمْ قـد دنسُوا *** عَلَنًا مصاحف حشْوهن فلاحُ
واليـوم صـالوا صـوْلة همجية *** هُزْءًا بمنْ هُـو للهُـدى مفتاحُ
تالله لن يصـلوا إليـه بكيدهـمْ *** ما للكلاب سوى النباح سلاحُ
يا خير منْ وطئ الحصى وأجلّ مَنْ *** برأ الإلهُ ومنْ هـداهُ صـلاحُ
يـا مـنْ تكلُّ عـن الوفاء بحقه *** دُررُ البديع وتعْجـزُ الأمْـداحُ
يا قُرة العينين يـا بـرْد الحـشا *** يا منْ تُزاحُ بوجهـه الأتـراح
إنا كذلك لا نـزالُ عـلى الذي *** ترضى وإنْ مكَر العُداةُ وصاحُوا
نحنُ الفداءُ وكل ذلك عنـدنـا *** المــالُ والمهجـاتُ والأرواحُ
ستحطمُ الطاغوتَ خيلُك عاجلاً *** وتهُـبُ للنـصر المبـين رياح

قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون) (آل عمران:64(

ومن باب العدل أقول: قد سمعنا أصواتًا عادلة من كهنة وقساوسة النصارى المعاصرين ينكرون الاستهزاء بالأنبياء، ويخطئون ما فعلته الشرذمة الجاهلة الحاقدة، ونحن إذ نشكر لهم عدلهم وإنصافهم فإننا نطالبهم بأن يرفعوا الصوت بذلك ببرامج إعلامية، وفتاوى في أبناء دينهم الذين تنقصوا الأنبياء، وأن يصدروا البيانات الواضحة في ذلك، ويتبرؤوا صراحة.

وأنا أعلم يقينًا أن جموعًا من عامة النصارى بينهم وبين المسلمين قرابة، يُسلم الولد وأبوه يبقى على النصرانية، أو مسلم متزوج بنصرانية، أنا أعلم يقينًا أن كثيرًا من النصارى، سواء من نصارى العرب، أو من غيرهم، يحترمون الإسلام، ويُجلون نبينا -صلى الله عليه وسلم- وإن لم يتبعوه.

أنا أجزم أن عامة النصارى لا يرضون ما فعلته تلك الشرذمة السمجة المستهزئة برسولنا -صلى الله عليه وسلم-.

وليعلم الجميع أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يضره استهزاء من استهزأ به، لا تضره سخرية من تنقصه: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (الحجر: 95)

أيها المسلمون: ليس الذي يؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم- ويسبه ويتنقصه أو يتنقص زوجاته ليسوا هم فقط أولئك النصارى. كلا، بل هم قرؤوا ذلك في كتب الرافضة والشيعة.

أسال الله -سبحانه وتعالى- أن ينتقم لنبينا -عليه الصلاة والسلام-، أسأل الله أن ينتقم لنبيه -عليه الصلاة والسلام-، وأن يعلي قدره، وأن يجل مكانه.

خامسًا: نماذج على من آذى رسول الله وكيف كان مآله

أبو لهب: لما سب أبو له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تبا لك يا محمد ألهذا جمعتنا؟ فجاء الرد الفوري من الله تعالى، قال تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) ) (سورة المسد)

خسرت يدا أبي لهب وشقي بإيذائه رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد تحقق خسران أبي لهب، ما أغنى عنه ماله وولده، فلن يَرُدَّا عنه شيئًا من عذاب الله إذا نزل به، سيدخل نارًا جهنم ذات اللَّهب المشتعل، هو وامرأته التي كانت تحمل الشوك، فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأذيَّته، في عنقها حبل محكم الفَتْلِ مِن ليف شديد خشن، تُرْفَع به في نار جهنم، ثم تُرْمى إلى أسفلها([12]).

لفظته الأرض مرارًا: عَن أنس قَالَ: كَانَ رجلٌ نَصْرَانِيّا فَأسلم، وَقَرَأَ " الْبَقَرَة " و " آل عمرَان "، وَكَانَ يكْتب للنَّبِي، فَعَاد نَصْرَانِيّا، وَكَانَ يَقُول: مَا يدْرِي مُحَمَّد إِلَّا مَا كتبت لَهُ، فأماته الله، فدفنوه، فَأصْبح وَقد لفظته الأَرْض. فَقَالُوا: هَذَا فِعْل مُحَمَّد وَأَصْحَابه، نبشوا عَن صاحبنا فألقوه، فَحَفَرُوا لَهُ فأعمقوا، فَأصْبح وَقد لفظته الأَرْض. فَقَالُوا: هَذَا فعل مُحَمَّد وَأَصْحَابه، نبشوا عَن صاحبنا فألقوه، فَحَفَرُوا لَهُ وأعمقوا فِي الأَرْض مَا اسْتَطَاعُوا، فَأصْبح وَقد لفظته الأَرْض، فَعَلمُوا أَنه لَيْسَ من النَّاس، فألقوه ([13])..

أعمى ينتقم لرسول الله: عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ رَجُلًا أَعْمَى فَانْتَهَيْتُ إِلَى عِكْرِمَةَ فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: (( أَنَّ أَعْمَى كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ابْنَانِ وَكَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَسُبُّهُ فَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَعَتْ فِيهِ فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهِ فَقَتَلْتُهَا فَأَصْبَحَتْ قَتِيلًا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ وَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا لِي عَلَيْهِ حَقٌّ فَعَلَ مَا فَعَلَ إِلَّا قَامَ فَأَقْبَلَ الْأَعْمَى يَتَدَلْدَلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ أُمَّ وَلَدِي وَكَانَتْ بِي لَطِيفَةً رَفِيقَةً وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِيكَ وَتَشْتُمُكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ فَلَمَّا كَانَتْ الْبَارِحَةُ ذَكَرْتُكَ فَوَقَعَتْ فِيكَ فَقُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ ))([14]) .

غلامان ينتقمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلَامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا، قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الْآخَرُ، فَقَالَ: مِثْلَهَا، قَالَ: فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَزُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَرَيَانِ؟ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ، قَالَ: فَابْتَدَرَاهُ فَضَرَبَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا حَتَّى قَتَلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: «أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟» فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُ، فَقَالَ: «هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟» قَالَا: لَا، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ: «كِلَاكُمَا قَتَلَهُ»، وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَالرَّجُلَانِ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَمُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ ([15])

خطيب يصبح حامل أحذية: ذكر الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- عن خطيب كان بمصر وكان فصيحًا متكلمًا مقتدرًا، فصلى معه يومًا أحَدُ أمراء مصر بعدما كرّموا طه حسين، فأراد هذا الخطيب أن يمدح هذا الأمير فقال: جاءه الأعمى فما عبس في وجهه ولا تولى، يمدح هذا الأمير ويتنقص نبينا -صلى الله عليه وسلم-، قال: فلما انتهت الخطبة والصلاة قام الشيخ محمد شاكر -رحمه الله- أبو أحمد شاكر، قال: "أيها الناس: حسبكم! لا تخرجوا من المسجد، أعيدوا صلاتكم فإنكم صليتم وراء رجل مرتد؛ إذ تنقص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو عرَّض به، لقد ارتد عن الدين، قد صليتم خلف مرتد فأعيدوا صلاتكم".

قال أحمد شاكر: فوالله! ما زالت الأيام بذلك الخطيب حتى أذله الله، ورأيته بعيني يقف عند باب جامع من جوامع مصر يستلم أحذية الناس يحفظها لهم بالقرش والقرشين، صار أقل من خادم! نعم.

ذكر القاضي عياض : أن فقهاء القيروان كان عندهم شاعر اسمه إبراهيم الفزاري كان شاعرًا متفننًا كثير العلوم؛ لكنه كان يستهزئ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر القاضي حيي بن عمر بقتله، قال: فأجمع الفقهاء على أنه يقتل ردة، قال: فقتل، وطعن بالسكين وصلب منكسًا على رأسه، قال: فكانوا يحركون الخشبة التي هو معلق عليها من الأعلى، فتنحرف وتجعل ظهره إلى القبلة، قال: فيعدلونه، يريدون أن يموت تجاه القبلة، قال: فيحرفونه فلا تزال الخشبة تنحرف عن القبلة حتى مات وهو على هذا الحال.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جمع وترتيب: الشيخ أحمد أبو عيد

0109 809 58 54

نسألكم الدعاء

 

 


[1])) تفسير المنتخب

[2])) مختصر تفسير ابن كثير

[3])) صحيح سنن أبي داوود

[4])) متفق عليه

[5])) مختصر تفسير ابن كثير

[6])) التفسير الميسر

[7])) مختصر ابن كثير

[8])) التفسير الميسر

[9])) التفسير الميسر

[10])) متفق عليه

[11])) صحيح البخاري

[12])) التفسير الميسر

[13])) صحيح البخاري

[14])) سنن أبي داوود (حسن)

[15])) متفق عليه

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات