الحياء تاج الأخلاق دكتور أحمد محمد أبو عيد
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إلاه إلا
الله ولى الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدا إمام النبيين
وبعد
العناصر
أولًا: الترغيب في الحياء
ثانيًا: نماذج على الحياء
ثالثًا: عواقب ترك الحياء
الموضوع
تعريف الحياء:
الحياء لغة:
مصدر قولهم حيي وهو مأخوذ من مادّة (ح ي ي) الّتي تدلّ على الاستحياء الّذي هو ضدّ
الوقاحة، قال أبو زيد يقال حييت منه أحيا إذا استحييت.
الحياء
اصطلاحا: تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ، خلق يبعث على ترك القبح
ويمنع من التّقصير في حقّ ذي الحق
الحياء قسمان: غريزيّ، ومكتسب. والحياء المكتسب: هو الّذي جعله الشّارع من الإيمان، وهو
المكلّف به دون الغريزيّ، وقد ينطبع الشّخص بالمكتسب حتّى يصير كالغريزيّ.
وقد كان رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم قد جمع له النّوعان، فكان صلّى الله عليه وسلّم في الغريزيّ
أشدّ حياء من العذراء في خدرها، وكان في المكتسب في الذّروة العليا ([1])
أولًا: الترغيب في الحياء
الحياء صفة يحبها الله تعالى: عَنْ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ» ، قُلْتُ:
وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ» ، قُلْتُ:
قَدِيمًا كَانَ أَوْ حَدِيثًا؟ قَالَ: «قَدِيمًا» ، قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ أَحَبَّهُمَا اللَّهُ ([2])
من صفات النبي صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا
كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ » ([3])
(العذراء)
البكر لأن عذرتها باقية وهي جلدة البكارة (خدرها) الخدر ستر يجعل للبكر في جنب
البيت (عرفناه في وجهه) أي لا يتكلم به لحيائه بل يتغير وجهه فنفهم نحن كراهته.
هو خلق
الإسلام: عَنْ زَيْدِ بْنِ
طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ
لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ» ([4])
قال الفاروق عمر -رضي الله عنه-:
"من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه". ولما احتضر الأسود بن
يزيد بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟! قال: "ما لي لا أجزع؟! ومن أحق بذلك مني؟!
والله لو أُتيت بالمغفرة من الله -عز وجل- لأهمني الحياء منه مما قد صنعت، إن
الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه، ولا يزال مستحييًا منه
دليل على الإيمان: عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ
عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأنْصَار وَهُوَ يَعِظُ أخَاهُ في الحَيَاءِ، فَقَالَ رسولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعْهُ، فَإنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإيمَانِ» ([5])
(يَعِظُ
أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ) أَيْ يَنْهَاهُ عَنْهُ وَيُقَبِّحَ لَهُ فِعْلَهُ
وَيَزْجُرُهُ عَنْ كَثْرَتِهِ فَنَهَاهُ النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فَقَالَ
دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ أَيْ دَعْهُ عَلَى فِعْلِ الْحَيَاءِ
وَكُفَّ عَنْ نَهْيِهِ
عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:
قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الحَيَاء لا يأتي إلَّا بخير) ([6])
قال ابن بطَّال: "معناه أنَّ مَن استحيا
مِن النَّاس أن يروه يأتي الفجور ويرتكب المحارم، فذلك داعيةٌ له إلى أن يكون
أشدَّ حياءً مِن ربِّه وخالقه، ومَن استحيا مِن ربِّه فإنَّ حياءه زاجرٌ له عن
تضييع فرائضه وركوب معاصيه؛ لأنَّ كلَّ ذي فطرة صحيحة، يعلم أنَّ الله تعالى
النَّافع له والضَّار والرَّزاق والمحيي والمميت، فإذا عَلِم ذلك فينبغي له أن
يستحيي منه عزَّ وجلَّ"
علامة على الإيمان: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «
«الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبعُونَ أَوْ بِضعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً: فَأفْضَلُهَا قَولُ:
لا إلهَ إلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ، والحياءُ
شُعبَةٌ مِنَ الإيمان» ([7])
«البِضْعُ» من
ثلاثة إِلَى تسعة بكسر الباء وقد تفتح. وَ «الشُّعْبَةُ» : القطعة.
وشعب الإيمان:
هي الأعمال الشرعية، وهي تتفرع عن أعمال القلب وأعمال اللسان، وأعمال البدن.
قال السعدي: "هذا الحديث مِن جملة
النُّصوص الدَّالة على أنَّ الإيمان اسمٌ يشمل عقائد القلب وأعماله، وأعمال
الجوارح، وأقوال اللِّسان، فكلُّ ما يقرِّب إلى الله، وما يحبُّه ويرضاه مِن واجبٍ
ومستحبٍّ فإنَّه داخلٌ في الإيمان. وذكر هنا أعلاه وأدناه، وما بين ذلك وهو:
الحَيَاء. ولعلَّ ذكر الحَيَاء؛ لأنَّه السَّبب الأقوى للقيام بجميع شعب الإيمان.
فإنَّ مَن استحيا مِن الله لتواتر نعمه، وسوابغ كرمه، وتجلِّيه عليه بأسمائه
الحسنى، -والعبد مع هذا كثير التَّقصير مع هذا الرَّبِّ الجليل الكبير، يظلم نفسه
ويجني عليها- أوجب له هذا الحَيَاء التوقِّي مِن الجرائم، والقيام بالواجبات
والمستحبَّات"
لا حياء في العلم: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا
احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَتِ
المَاءَ» فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وَجْهَهَا، وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ
يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا» ([8])
الله أحق أن يستحيا منه: عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ
زَوْجَتِكَ أَو مَا ملكت يَمِينك» فَقلت: يَا رَسُول الله أَفَرَأَيْت إِن كَانَ
الرَّجُلُ خَالِيًا؟ قَالَ: «فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يستحيى مِنْهُ» ([9])
ولما احتضر الأسود بن يزيد بكى، فقيل
له: ما هذا الجزع؟! قال: "ما لي لا أجزع؟! ومن أحق بذلك مني؟! والله لو أُتيت
بالمغفرة من الله -عز وجل- لأهمني الحياء منه مما قد صنعت، إن الرجل ليكون بينه
وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه، ولا يزال مستحييًا منه
دخول الجنة: قال مجاهد -رحمه الله- في قوله تعالى:
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن:46]، هو الرجل يخلو بمعصية
الله فيذكر مقام الله فيدعها فَرَقًا من الله.
إذا ما خـلوت بريبة في ظلمة *** والنفس
داعية إلى الطغيان
فاستحيِ من نظر الإله وقل لها *** إن
الذي خلق الظلام يراني
جمال لكل شيء: عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما كان
الفحش في شيء قطّ إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه» ([10])
وقال تعالى: (فَجاءَتْهُ
إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ
أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا
تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) ) سورة القصص
لاحظ في الآية
أن الله لم يذكر جمالها ولا طولها ولا مكانتها وانما ذكر أفضل وأجمل صفة فيها وهي
صفة الحياء .
ثانيًا: نماذج على الحياء
النبي صلى الله عليه وسلم: عن عائشة- رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ أَوْ سَاقَيْهِ،
فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ كَذَلِكَ،
فَتَحَدَّثَ. ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ
كَذَلِكَ، ثُمَّ تَحَدَّثَ. ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ - قَالَ
مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ - فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا
خَرَجَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهَشَّ
وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهَشَّ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ
دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ؟ قَالَ: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ
رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ؟» ([11])
هذا وصف لبيان
أن الملائكة تستحي، والحياء خلق عظيم، وهو من أخلاق أهل الإيمان
السيدة أسماء بنت أبي بكر: عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- قالت: تزوّجني الزّبير وما له في
الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء،
وأخرز غربه وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز،
وكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكنّ نسوة صدق، وكنت أنقل النّوى من أرض الزّبير
الّتي أقطعه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على رأسي وهي منّي على ثلثي فرسخ.
فجئت يوما والنّوى على رأسي، فلقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه نفر من
الأنصار فدعاني، ثمّ قال: «إخ إخ» ليحملني
خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرّجال، وذكرت الزّبير وغيرته، وكان أغير النّاس، فعرف
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّي قد استحييت فمضى، فجئت الزّبير، فقلت: لقيني
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعلى رأسي النّوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ
لأركب، فاستحييت منه وعرفت غيرتك. فقال: والله لحملك النّوى كان أشدّ عليّ من
ركوبك معه ([12])
إبراهيم ابن ادهم: أقبل رجل إلى
إبراهيم بن أدهم .. فقال :
يا شيخ .. إن نفسي .. تدفعني إلى
المعاصي .. فعظني موعظة ..
فقال له إبراهيم : إذا دعتك نفسك إلى
معصية الله فاعصه .. ولا بأس عليك ..
ولكن لي إليك خمسة شروط ..
قال الرجل : هاتها ..
قال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله
فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه ..
فقال الرجل: سبحان الله ..كيف أختفي
عنه ..وهولا تخفى عليه خافية..
فقال إبراهيم : سبحان الله .. أما
تستحي أن تعصي الله وهو يراك ..
فسكت الرجل .. ثم قال : زدنى ..
فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله
.. فلا تعصه فوق أرضه ..
فقال الرجل : سبحان الله .. وأين أذهب
.. وكل ما في الكون له ..
فقال إبراهيم : أما تستحي أن تعصي الله
.. وتسكن فوق أرضه ؟
قال الرجل : زدني ..
فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله
.. فلا تأكل من رزقه ..
فقال الرجل :سبحان الله .. وكيف أعيش
.. وكل النعم من عنده ..
فقال إبراهيم : أماتستحي أن تعصي الله
.. وهو يطعمك ويسقيك .. ويحفظ عليك قوتك ؟
قال الرجل : زدني ..
فقال إبراهيم : فإذا عصيت الله .. ثم
جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار .. فلا تذهب معهم..
فقال الرجل : سبحان الله .. وهل لي
قوةعليهم .. إنما يسوقونني سوقاً ..
فقال إبراهيم : فإذا قرأت ذنوبك في
صحيفتك .. فأنكر أن تكون فعلتها ..
فقال الرجل : سبحان الله .. فأين
الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون ..
ثم بكى الرجل .. ومضى .. وهو يقول :
أين الكرام الكاتبون .. والملائكة
الحافظون .. والشهود الناطقون
ثالثًا: عواقب ترك الحياء
فعل المعاصي: عن أبي مسعود
-رضي الله عنه -قال: قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- (إنَّ ممَّا أدرك النَّاس من كلام النبُّوَّة
الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ([13])
والمعنى: أنّ الرَّادع عن القبيح إنَّما هو
الحياء، وبغياب الحياء: تتدمِّر الأخلاق، وترتكب الفواحش والموبقات، فمن لم يستح
فإنَّه يصنع ما شاء.
قال الخطَّابي: "قال الشَّيخ: معنى قوله
«النُّبوَّة الأولى» أنَّ الحَيَاء لم يزل أمره ثابتًا، واستعماله واجبًا منذ زمان
النُّبوَّة الأولى، وأنه ما مِن نبيٍّ إلَّا وقد نَدَب إلى الحَيَاء وبُعِث عليه،
وأنَّه لم ينسخ فيما نسخ مِن شرائعهم، ولم يُبَدَّل فيما بُدِّل منها
إذا لم تخش
عاقبة اللّيالي ... ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما
في العيش خير ... ولا الدّنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما
استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللّحاء
يؤدي إلى انتهاك المحرمات: عن ثوبان -رضي
الله عنه-: عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: (لأعلمنَّ أقوامًا من أمَّتي يأتون يوم القيامة
بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله -عزَّ وجلَّ- هباءً منثورًا» قال
ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: «أمَّا
إنَّهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنَّهم أقوام إذا خلوا
بمحارم الله انتهكوها( ([14])
إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ..؟ *** وتُـخفي
الذنبَ عن خَلقي وبِالعِصيانِ تأتيني
فكيف أجيبُ يا
ويحي ومن ذا سوف يحميني؟ ** أسُلي النفس
بالآمالِ من حينٍ الى حينِ ..
وأنسى ما
وراءَ الموت ماذا بعد تكفيني ** كأني قد ضَمنتُ العيش ليس الموت يأتيني
وجاءت سكرةُ
الموت الشديدة من سيحميني؟؟ ** نظرتُ الى الوُجوهِ أليـس منُهم من سيفدينـي؟
سَأُسأل ما
الذي قدمتُ في دنياي يُنجيني ** فكيف
إجابتي من بعد ما فرطت في ديني
ويا ويحي ألـم
أسمع كلام الله يدعوني ؟؟ ** ألـم أسمع
بما قد جاء في قافٍ ويسِ
ألم أسمع بيوم
الجمع يوم الحشر والدينِ ** ألـــم أسمع
مُنادي الموت يدعوني يناديني
فيا ربــاه
عبدٌ تــائبٌ من ذا سيؤويني ؟ ** سوى ربٍّ
غفورٍ واسعٍ للحقِّ يَهديني
أتيتُ إليكَ
فارحمني وثقِّـل في مَوازيني ** وخَفِّف في جزائي أنتَ أرجـى من يُجازيني
ترك طلب العلم:
قال مجاهد -رحمه الله-: "لا يتعلم
العلم مستحي ولا مستكبِّر"
قلة الورع: قال الفاروق عمر -رضي الله عنه-:
"من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه".
إذا رُزق الفتى وجهاً وقاحاً ** تقلَّب في الأمور كما يشاء
ولم يك للدَّواء ولا لشيءٍ ** تعالجه به فيه غناء
أخي الكريم؛ ألا تستحي أن تعصي الذي
خلقك؟
ألا تستحي أن تعصي الذي يرزقك؟
ألا تستحي أن تعصي الذي يطعمك؟
ألا تستحي أن تعصي الذي يسقيك؟
ألا تستحي أن تعصي الذي يشفيك؟
ألا تستحي أن تعصي الذي يؤويك؟
ألا تستحي أن تعصي الذي يملكك ويملك
الكون الذي تعيش فيه؟
ألا تستحي أن تعصي الله بنعمه؟
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جمع وترتيب: دكتور أحمد محمد أبو عيد
0109 809 58 54
نسألكم الدعاء