من كان يظن أن يأتى اليوم
من كان يظن أن يأتى اليوم
==============
أحبتى الكرام :
الدنيا دارابتلاء وامتحان، فكل ما في الدنيا من خير أو شر هو ابتلاء وامتحان، سواء في ذلك البر أو الفاجر، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً {الأنبياء:35}.
قال ابن عباس، قوله: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ ـ يقول: نبتليكم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية والهدى والضلالة، و قال ابن زيد: في قوله: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ـ قال: نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون، نختبرهم بذلك لننظر كيف شكرهم فيما يحبون، وكيف صبرهم فيما يكرهون
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. أخرجه الترمذي، وصححه الألباني.
ورواى مسلم فى صحيحه أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، دَخَلَ علَى أُمِّ السَّائِبِ، أَوْ أُمِّ المُسَيِّبِ فَقالَ: ما لَكِ؟ يا أُمَّ السَّائِبِ، أَوْ يا أُمَّ المُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟ قالَتْ: الحُمَّى، لا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، فَقالَ: لا تَسُبِّي الحُمَّى، فإنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ.
وهنا يأتى السؤال هل الابتلاء بفيروس( كورونا .).. عقوبة الهية أم منحة ربانية؟
الجواب:
فى هذا الكلام المنقول بتصرف يسير
نعم الابتلاءات والمحن فيها اما أن تكون عقوبة الهية أو منح ربانية:
و(كورونا ) جمع بين الاثنتين :
فلقد أعاد هذا الوباء الفتاك البشرية كلها الى إنسانيتها ، الى آدميتها ، الى خالقها ، الى اخلاقها
فمن كان يظن أن يأتى اليوم الذى تغلق فيه جميع البارات والملاهي والكابريهات ونوادي المجون والرقص والشذوذ والقمار ودور الدعارة والبغاء وبلاجات العري حول العالم ، بل وخفض نسبة الفوائد الربوية ايضا..
ومن كان يظن أن يأتى اليوم الذى تجتمع فيه العوائل ثانية في بيوتها بعد طول تفرق وفراق ..
ومن كان يظن أن يأتى اليوم الذى توقف فيه القبل والتقبيل بين الجنسين والجنس الواحد ..
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى تمنع فيه الحفلات التى تقام فى القاعات المليئة بالمنكرات فى الأفراح من العرى والرقص والاختلاط
ومن كان يظن أن يأتى اليوم الذى تمنع فيه المآتم والسرادقات التى يقصد بها المباهاة والمظاهر التى كلها رياء ونفاق ومخالفات لا تنفع الميت بحال من الاحوال
ومن كان يظن أن يأتى اليوم الذى يدفع منظمة الصحة العالمية الى الاعتراف بأن تناول الخمور كارثة وعلى من لم يعاقرها يوما ان لايفعل ذلك ابدا ..
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى يدفع جميع المؤسسات الصحية الكبرى الى الاقرار بأن تناول كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطيرعلاوة على شرب الدم وبيع واكل والاتجار بالحيوانات المريضة والميتة مصيبة المصائب الصحية وبلاء على كل من يفعل ذلك .
.
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى يتعلم فيه البشرية كيف تعطس ، كيف تسعل ، كيف تتثاءب كما علمنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل 1441 عاما ..
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى يتحول ثلث الانفاق العسكري حول العالم الى المجالات الصحية بدلا من العسكرية ..
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى يدفع وزارات ومديريات الصحة العربية الى حظر تدخين النارجيلة( الشيشة) واغلاق كافيهاتها
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى يحد فيه من الاختلاط المذموم بين الجنسين
يكفيه انه اذاق وزراء ورؤساء دول بعضها كبرى وعرفها معنى الحجر والحجز وتقييد الحرية ..
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى دفع الناس الى الدعاء والتضرع والاستغفار وترك المعاصي والمنكرات ..
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى يرتعب فيه المتجبرين ويظهرهم بمظهر المتسول الوضيع
-
ومن كان يظن أن يأتى اليوم الذى يقل فيه الى ادنى مستوى معروف من سموم المصانع التي لوثت اجواء الارض قتلت غاباتها لوثت بحارها ومحيطاتها اذابت جليد قطبيها غيرت مناخها ، وسعت ثقب الاوزون في سمائها واماتت الاحياء حول الكرة الارضية واصابتها بمقتل ..
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى ترجع فيه البشرية الى عبادة رها وخالقها بدلا من عبادة التكنولوجيا التي صارت لمعظم البشرية ربا من دون رب الارباب ..
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى يرغم فيه كبار المسؤولين في دولهم على اعادة النظر بأحوال السجون وأوضاع السجناء والمعتقلين واهمية تعفيرها وتعقيمها وربما اطلاق سراح السجناء منها بضمانات ايضا..
من كان يظن أن يأتى اليوم الذى يحد فيه من مظاهر الشرك بالله وبدع الاستعانة بخلقه وضلالات التبرك بمخلوقاته من دونه سبحانه وصار الكل يجأر بالدعاء اليه متذللا له وحده من دون شريك بين يديه ،
ان ماتعيشه البشرية حاليا يشبه اجواء الحرب العالمية الاولى وانتشار الانفلونزا الاسبانية حين طغى الانسان وتجبر وظن نفسه انه قد خرق الارض وبلغ الجبال طولا فكان لزاما أن يؤدب وبحضرة خالق الكون أن يتأدب ..
اليوم فقط ادركت - عمليا - كيف يمكن للبلاء الرباني وبأضعف جندي من جنده ان يكون خيرا للبشرية لا شرا لها ..
فلا تحزنوا ولا تستاؤوا من (كورونا )لأن البشرية بعده لن تكون كما كانت قبله إطلاقا !