الرسول ﷺ قدوتنا قولاً وفعلاً وتطبيقًا للشيخ أبو سيف الازهري



الرسول قدوتنا قولاً وفعلاً وتطبيقًا ♦
صلى الله عليه وسلم
=============
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عزعن الشبيه وعن الند وعن النظير { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد ...
يقول الله تعالى: { لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }
#عبادالله:
اعلموا جيدا أنه في كلِّ لحظة تلد الأمَّهات، وفي كلِّ يوم يخرج إلى الدُّنيا آلاف المواليد، ولا نعلم شيئًا عن مستقبلِهم - حيث انَّ المستقبل بيد الله تعالى - كما لا ندري شيئًا عن أمورهم - ولذا لَم تقم الدُّنيا لهم ولا تحتفل بِميلادهم - فإذا نبتوا نباتًا حسَنًا، وقدَّموا المَجد لأُمَمِهم كان لِزامًا على الشعوب أن تَذْكرهم بالخير.
♦أمَّا ميلاد قدوتنا سيِّد البشَرصلى الله عليه وسلم،
وهو من هو...؟
إنه
رحمة الله المُهْداة للإنسانيَّة جَمْعاء،
أفضل مولودٍ عرفَتْه البشريَّة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
رجل قامت له الدُّنيا ، واشتهر ميلاده قبل الميلاد،
وتحدَّث الكون به قبل ظهورِه، وبعد ميلاده تحدَّث به الزمان وسعدت بذِكْراه الأكوان،
وسُجِّل ميلاده في كتب المُرْسَلين قبل مولده؛
حيث بشَّر به موسى - عليه السَّلام - في التوراة،
وبشَّر به عيسى - عليه السَّلام - في الإنجيل.
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
#أيهاالاخوة:
◄القدوة الحسنة عنصر هامّ في كل مجتمع، فمهما كان أفراده صالحين فهم في أمس الحاجة لرؤية القدوات،
وكما قيل:
جالسوا من تذكّركم بالله رؤيتُهم،
كيف لا وقد أمر اللهُ نبيَه بالاقتداء فقال: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ..
◄والإنسان مفطور على حب التقليد، وكثيرًا ما يكتسب معارفَه وخبراته ومهاراته بالتقليد والمحاكاة،وتشتدّ الحاجة إلى القدوة كلما بَعُد الناس عن الالتزام بقيم الإسلام وأحكامه، وتتأكد الحاجة بل تصل إلى درجة الوجوب إذا وُجدت قدواتٌ سيئةٌ فاسدةٌ تُحْسِن عرضَ باطلها.
♦والإسلام منهج
يحتاج إلى بشر يحمله ويترجمه بسلوكه وتصرفاته، فيحوِّله إلى واقع عملي محسوس وملموس،
ولذلك بعث الله قدوتنا – صلى الله عليه وسلم- بعد أن وضع في شخصيته الصورة الكاملة للمنهج- ليترجم هذا المنهج ويكون خير قدوة للبشرية جمعاء .
قال بشر بن الحارث :
"بحسبك أقوام تحي القلوب بذكرهم، وبحسبك أقوام تموت القلوب بذكرهم" .
◄وما من إنسان يُمكن أن يُوضع في مقارنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو السابق في كل الأمور في التقوى والشجاعة، والجود والرحمة، والحلم والتسامح.. وكافة صنوف الأخلاق الحميدة.
والرسول قدوتنا قولاً وفعلاً وتطبيقًا
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
🔴═◄وهنا تكمن خطورةُ الموضوع؛
لأنّ القدوةَ
إما أن تكون حسنةً لها بريقها الذاتي فتَنجذبُ إليها النفوسُ تلقائيًا وتتأثر بها إيجابيًا،
وإمّا أن تكون قدوةً سيئةً زخرفت وزينت بالأصباغ والألوان الخادعة، وسُلّط عليها الأضواءُ الإعلاميةُ الباهرة، وأُضفيَ عليها عباراتُ الثناء والتمجيد الكاذبة لإثارة إعجاب المخدوعين،
◄وللأسف
فإنّ دعاةَ الشر وشياطينَ الفساد استطاعوا أن يغزونا في عُقْرِ دارنا بهذه القدوات السيئة الفاسدة المفسدة ، فوُجد في فتيانِنا وفتياتنا من يقلّد الكفرةَ والساقطين في كل شيء، في مظهرهم وملبَسِهم، بل حتى في القضايا الجبلّية من أكل وشرب ومشي، تجد الواحدَ يتمايل كالمخبول!
◄إنّ هذه المظاهرَ الشاذةَ لهي دليلٌ قويٌ على الشعور بالنقص والانهزام النفسي، وصدق ابنُ خلدون في قوله: "المغلوب مولعٌ بتقليد الغالب أبدًا".
وإذا كنا قد عَجَزنا عن تحصين أبنائنا وشبابنا ضدّ هذه القدوات السيئةِ المنحرفةِ التي لا تعلّم إلا قلةَ الأدب ونزعَ الحشمة والحياء في الجملة، فهل نحن عاجزون عن إيجاد البديل وهو القدوات الحسنة؟!
#أيهاالمسلمون :
حين نتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كقدوة فإننا نتطلب زيادة فى الإيمان
ومزيدا من التعظيم والتبجيل وقدره حق قدره وازدياد محبته
وكل ذلك مطلوب شرعا والثمرة في ذلك طاعته وإتباعه وتعظيم
أمره ونهيه واقتفاء سنته والثبات على شرعته .
#أيهاالمسلمون ..
ومع إيماننا بأنه بشر مخلوق إلا أن الله تعالى جمّله وكمّله ، وطيّبه
خلقا وخُلقا ، وجمع له الفضائل كلها نسقا متسقا
فهو نبع الفضائل والشمائل
الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرا ** ولأفضلِ الأديان قام فأنـــــذرا
ولأكرمِ الأخلاق جاء مُتمِّمًا ** يدعو لأحسنِها ويمحو المنكرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته ** ما قام عبدٌ في الصلاة وكبـــّرا
صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أيده الله بالمعجزات الباهرات.. وبفضائل الأخلاق..
وشمائل لم تكتمل عند أحد من البشر.. رغما عن أنف الصحراء.. وقسوة العرب آنذاك وفظاظتهم .. إلا أنه النبي المهاب.. والعابد الزاهد في الدنيا الزائلة.. المقبل على الآخرة ونعيمها..
قد أتم رسالته بصدق وإخلاص ولم تأخذه في الله لومة لائم..
وستحشر أمته معه صلى الله عليه وسلم وقد برئوا من الأوزار وتطهروا من رجس الدنيا.. بعد أن اتبعوه.. فهو حقا النور الذي يتبع.. والحق الذي لم يبتدع..
🔴═◄ لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
قدوةً كاملةً
في جميع جوانب سيرته، إيمانيًّا وعباديًّا وخُلقًا وسلوكًا وتعاملاً مع غيره،
وفي جميع أحواله، كانت سيرته مثاليةً للتطبيق على أرض الواقع، ومؤثرةً في النفوس البشرية؛ فقد اجتمعت فيها صفات الكمال وإيحاءات التأثير البشري، واقترن فيها القول بالعمل
◄كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس، وأسخاهم، وأجودهم، ما سُئِل شيئًا، فقال: لا، ولا يبيت في بيته دينار ولا درهم، فإنْ كان ولم يجد مَن يأخذه وفجَأَه الليل، لم يرجع إلى منزله حتى يبرأ منه إلى مَن يحتاج إليه، لا يأخُذ ممَّا آتاه الله إلا قوت أهله عامًا فق
◄كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحلم الناس، وأشدَّ حَياء من العذراء في خِدرها، وإذا كره شيئًا عُرِفَ ذلك في وجهه،
◄كان أشدَّ الناس تَواضُعًا، يُجِيب مَن دَعاه من غني أو فقير، أو حر أو عبد.
◄كان أرحم الناس؛ يُمِيل الإناء للهرة، وما يرفعه عنها حتى ترتوي؛ رحمةً بها.
◄كان أعفَّ الناس، وأشدهم إكرامًا لأصحابه، لا يمدُّ رجليه بينهم، ويوسع عليهم إذا ضاق المكان، ولم تكن ركبتاه تتقدَّم ركبة جليسه، له رفقاء يحفون به، إنْ قال أنصتوا له، وإنْ أمَرَ تبادَرُوا لأمره،
◄كان يتفقَّد أصحابه ويسأل عنهم، فمَن مرض عاده، ومَن غاب دعا له، ومَن مات استرجع فيه، وأتبعه الدعاء له، ومَن تخوَّف أنْ يكون وجد في نفسه شيئًا، انطلق إليه حتى يأتيه في منزله.
◄كان يخرج إلى بساتين أصحابه، ويأكُل ضيافتهم، ويتألَّف أهل الشرف، ويُكرِم أهل الفضل، ولا يطوي بشره عن أحدٍ، ولا يجفو أحدًا، ويقبل مَعذِرة المعتذِر إليه، الضعيف عنده والقوي في الحق سَواء، لا يدع أحدًا يمشي خلفه، ويقول: ((خلُّوا ظهري للملائكة))، ولا يدع أحدًا يمشي معه وهو راكب حتى يحمله، فإنْ أبى قال: ((تقدمني إلى المكان الفلاني))، ويخدم مَن خدمه، وله عبيد وإماء، ولا يرتفع عنهم في مأكل ولا ملبس.
خدَمَه أنس بن مالك - رضِي الله عنه - نحوًا من عشر سنين، فما صَحِبَه في حضرٍ ولا سفرٍ ليخدمه إلا كانت خدمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له أكثر من خدمة أنس له، ما قال له: أفٍّ، قطُّ، ولا قال لشيء فعَلَه: لِمَ فعلت كذا؟ ولا لشيء لم يفعله: ألا فعلت كذا.
◄كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكره أنْ يتميَّز على الناس؛ خرج يومًا إلى سفرٍ، فأمر بإعداد شاة، فقال رجل: يا رسول الله، عليَّ ذبحها.
وقال آخر: عليَّ طبخها.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((وعَلَيَّ جمْع الحطب)).
فقالوا: يا رسول الله، نحن نكفيك.
فقال: ((قد علمت أنَّكم تكفونني، ولكن أكره أنْ أتميَّز عليكم؛ فإنَّ الله يكره من عبده أنْ يراه مُتميزًا بين أصحابه))، وقام يجمَع الحطب.
◄كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذِكرٍ، وإذا انتهى إلى قومٍ جلس حيث انتهى به المجلس، ويأمُر بذلك، ويعطي كلَّ أحد من جُلَسائه نصيبَه، لا يحسب جليسه أنَّ أحدًا أكرم عليه منه، وإذا جلس إليه أحدُهم لم يَقُمْ -صلى الله عليه وسلم- حتى يقوم الذي جلس إليه، إلا أنْ يستعجله أمرٌ، فيستأذنه، ولا يقابل أحدًا بما يكره، ولا يجزي السيِّئة بمثلها، بل يعفو ويصفح.
◄كان يحبُّ المساكين ويجالسهم، ويشهد جنائزهم، ولا يحقر فقيرًا لفقره، ولا يَهاب ملكًا لملكه.
يُعظم النعمة وإن قلَّت، ولا يذم منها شيئًا، ما عابَ طعامًا قطُّ؛ إن اشتهاه أكله، وإلا تركه.
◄وكان يحفظ جاره، ويُكرِم ضيفه.
◄كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر الناس تبسُّمًا، وأحسنهم بشرًا، ولا يمضي له وقتٌ في غير عمل لله، أو في ما لا بُدَّ منه، وما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما، إلا أنْ يكون فيه قطيعة رحم، فكان أبعد الناس منه.
◄كان يصلح نعله، ويرقع ثوبه، ويركب الفرس والبغل والحمار، وكان يركب خلفه عبده أو غيره، ويمسح وجْه فرسه بطرف كمه، أو بطرف رِدائه.
◄كان يحبُّ الفأل ويكره التشاؤم، إذا جاءَه ما يحبُّ، قال: ((الحمد لله ربِّ العالمين))، وإذا جاءه ما يكره، قال: ((الحمد لله على كل حال)).
إذا رُفِعَ الطعام من بين يديه قال: ((الحمد لله الذي أطعمنا، وسَقانا، وأَوانا، وجَعَلنا مُسلِمين)).
◄كان أكثر جلوسه مستقبل القبلة.
◄كان يُكثِر الذكر، ويُطِيل الصلاة، ويقصر الخطبة.ويستغفر في المجلس الواحد مائة مرَّة.
◄كان يُسمَع لصدره وهو في الصلاة أزيزٌ كأزيز الرَّحَى من البكاء.
◄وكان يقوم حتى تتورَّم قدماه.
◄وكان يصوم الاثنين، والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وعاشوراء، وقلَّما كان يفطر يوم الجمعة، ويُكثِر في شعبان.
◄كان - عليه الصلاة والسلام - تنامُ عيناه ولا ينام قلبه؛ انتظارًا للوحي،
وإذا نام لا يغطُّ.
وإذا رأى في منامه ما يكره قال: ((هو الله لا شريكَ له)).
وإذا أخذ مضجَعَه قال: ((ربِّ قِنِي عذابَك يوم تبعَثُ عبادك)).
وإذا استيقظ قال: ((الحمد لله الذي أحيانَا بعد ما أماتَنَا وإليه النُّشور)).
◄كان لا يأكُل الصدقة، وأرق ليلة ولم ينمْ لأنَّه وجد تحت جنبه تمرةً فأكلها، وكان عنده تمرٌ من تمر الصدقة، فخشي أنْ تكون منه.
لم يكن يتأنَّق في مأكَل، وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع، آتاه الله مفاتيح خزائن الأرض فلم يقبَلْها، واختار الآخرة.
◄كان يأكل ما وجد، ولا يردَّ ما حضر، أكل الخبز بالخل، وقال: ((نِعمَ الإدام الخلُّ))، كان لا يتكلَّف، ولا يتورَّع عن مطعم حلال؛ إنْ وجد تمرًا دون خبزٍ أكله، وإنْ وجد حُلوًا أو عسلاً أكَلَه.
◄كان أحب الشراب إليه الحلو البارد، وكان لا يأكل متَّكئًا، لم يَشبعْ من خبز بُرٍّ ثلاثًا تباعًا، حتى لقي الله - عزَّ وجلَّ - إيثارًا على نفسه، لا فقرًا ولا بخلاً، ويجيب الوليمة، ويجيب دعوة الحر والعبد، ويقبل الهدايا ويكافئ عليها ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب، كان يحبُّ القرع، والذراع من الشاة، وقال: ((كلوا الزيت، وادَّهِنوا به، فإنَّه من شجرة مُبارَكة)).
أكل خبز الشعير بالتمر، والبطِّيخ بالرُّطب، والقثاء بالرُّطب، والتمر بالزُّبد.
◄كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبُّ الحلواء بالعسل، ويشرب قاعدًا، وربما شرب قائمًا، ويبدأ بِمَنْ عن يمينه إذا سَقاه، شرب لبنًا فقال: ((مَن أطعَمَه الله طعامًا فليقل: اللهم بارِك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه، ومَن سقاه الله لبنًا فليقل: اللهم بارِك لنا فيه وزِدْنا منه)).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((ليس شيءٌ يُجزِي مكان الطعام والشراب غير اللبن)).
شرب الماء الذي ينبذ فيه التمرات اليسيرة ليحلو.
◄كان يلبس الصوف، ولا يتأنَّق في ملبس، وأحبُّ اللباس إليه الحِبرة من بُرود اليمن، فيها حمرة وبياض، وأحبُّ الثياب إليه القميص، ويقول إذا لبس ثوبًا جديدًا: ((اللهم لك الحمد كما ألبستَنِيه، أسألك خيره وخير ما صُنِع، وأعوذ بك من شرِّه وشر ما صُنِع)).
تُعجِبه الثياب الخضر، وربما لبس الإزار الواحد ليس عليه غيره، يعقد طرفه بين كتفَيْه.
◄كان يلبس بُردَه الأحمر يوم الجمعة، ويلبس خاتمًا من فضة نقشه "محمد رسول الله" في خنصره الأيمن، وربما جعله في الأيسر.
ويحبُّ الطِّيب، ويكره الرائحة الكريهة.
◄كان يتطيَّب بالمسك، ويتبخَّر بالعود والكافور، وكان يكتَحِل وهو صائم، ويُكثِر دهن رأسه ولحيته يومًا بعد يوم.
يحبُّ التيمُّن في ترجُّله، وتنعُّله، وفي طهوره وفي شأنه كله.
وينظر في المِرآة، ولا تُفارِقه قارورة الدهن في سفره، والمكحلة، والمرآة، والمشط، والسواك، والإبرة، والخيط.
◄كان يَستاك في الليلة ثلاث مرَّات: قبل النوم وبعده، وعند القيام لِورده، وعند الخروج لصلاة الصبح.
◄كان يمزح ولا يقول إلا حقًّا.
آتاه الله علم الأوَّلين والآخِرين، وما فيه النجاة والفوز، وهو أميٌّ لا يكتب ولا يقرأ، ولا معلِّم له من البشر، آتاه الله ما لم يُؤْتِ أحدًا من العالمين، واختاره على الأوَّلين والآخِرين.
أبقى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم مُعجزًا خالدًا بين ظهرانينا إلى يوم القيامة بعدَ ذهابِه، لا تنكسف شموسه، ولا تذوي زهراته.
🔴═◄يا أيها الناس
ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله اليكم جميعا بهذا الخطاب العام فى قوله تعالى:
قُلْ يَا أَيّهَا النَّاس إِنِّي رَسُول اللَّه إِلَيْكُمْ جَمِيعًا
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ،
أنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار .
◄قال الامام النووى رحمه الله:
أما الحديث ففيه نسخ الملل كلها برسالة محمد صلى الله عليه وسلم
وقوله صلى الله عليه وسلم
( لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ) :اى ممن هو موجود فى زمنى او بعدى الى يوم القيامة فكلهم يجب عليه الدخول فى طاعته .وانما ذكر اليهودى والنصرانى تنبيها على من سواهما،وذلك لان اليهود والنصارى لهم كتاب فكيف بمن لا كتاب لهم ..؟
لكن للأسف الإسلام هو الذي وضع القواعد، وهم الذين استفادوا منها، فهذا أكبر دليل على خيبتنا وفشلنا وقلة حيلتنا...
فالنبع نبعنا .. فأين الواردون..؟؟
🔴═◄يا أيها الآباء
اين انتم من أبوة محمد صلى الله عليه وسلم ؟
روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه الذي خدم رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين أنه قال: "ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه و سلم".
وقد ثبتت أبوته لنا كذلك؛ كما في الحديث: إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم. رواه أبو داود وحسنه الألباني.
◄نعم .. لقد كان صلى الله عليه وسلم -قبل كل شيء- أبا وجدا لا نظير ولا مثيل له،فقد كان يعامل أولاده وأحفاده بحنان كبير، ولم يكن ينسى وهو يعطي كل هذا الحنان أن يوجه أنظارهم إلى الآخرة وإلى معالي الأمور، كان يضمهم لصدره ويبتسم لهم ويداعبهم، ولكنه في الوقت نفسه لم يكن يغض طرفه عن أي إهمال لهم حول شئون الآخرة، وكان في هذا الأمر واضحا جدا وصريحا جدا، ووقورا ومهيبا وجادًّا فيما يتعلق بصيانة العلاقة بينه وبين خالقه.
فهذا هو النبع..فأين الواردون..؟
🔴═◄يا أيها الازواج
رفقا بنساءكم - رفقا بالقوارير
( مش أى قارورة ...قوارير بيتك بس وملكش دعوة بقوارير الناس سواء فى الشارع أو فى النت)-
استوصوا بنساءكم خيرا
للبيوت أسرارها، وللعلاقات الزوجية سماتها، وفي حياة كل زوجين أفراح وأتراح، فيوماً تطيب العشرة بين الزوجين فيصبحان وكأنهما أسعد زوجين، ينعمان بعيشة هنية وحياة زوجية هانئة هادئة، ويوماً يحدث في البيت ما يعكر صفوه ويكدر هناءه فتتباعد القلوب وتستوحش النفوس، ويضيق البيت على سعته بساكنيه، وبين هذين اليومين أيام وأيام تكون شوباً من المودة والبغض، وخليطاً من الحب والكراهية، فيا ترى هل هناك بيت يخلو من المشاكل والمنغصات بين الزوجين؟ ومن الزوج المثالي الذي يحسن إدارة منزله، ويجيد قيادة مركب العائلة حتى لا تغرقه أمواج الشقاق ويبتلعه طوفان المشكلات؟
◄أيها االأزواج ليس منا أحد يدعي أنه ذلك الرجل، ولكن دعونا نرحل إلى منزل زوج مثالي كان قدوة عظيمة في فن إدارة منزله، إنه زوج لا كالأزواج، رجل كان على خلق رفيع ومنهج حميد، استطاع بحكمته وبرفقه ولينه أن يدير منزله أحسن إدارة، لم يكن يماثله أحد في الخلق والعدل،انه محمد صلى الله عليه وسلم
فهذا النبع... فأين الواردون..؟؟؟
🔴═◄يا أيها الشباب
ان محمدا صلى الله عليه وسلم قد تزوج من هى اكبر منه سنا , ومن هى اصغر منه, وتزوج البكر , وتزوج من كانت مخطوبة وفسخت خطبتها , وتزوج الارملة , وتزوج المطلقة , وتزوج من كان ابواها يهود...وكأنه يبعث رسالة الى كل شاب منكم يقول لكم فيها
انا محمد خير البشر تزوجت المرأة فى جميع تفاصيل حياتها فمن انتم حتى تعيبوا على المرأة سنها او اهلها او ظروفها؟؟
هذا هو النبع يا شباب
فأين الواردون.؟؟؟؟
🔴═◄يا أيها المؤمنون
ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو منهج حياة فى عقيدته وعبادته وسلوكه واخلاقه
لخص الله حياته فى هذا الحب بقوله تعالى : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-،
وأصفى نبع هو نبع محمد صلى الله عليه وسلم
فأين الواردون..؟
◄يا أيها المجتمع
رسولنا قدوتنا لم يكن يستعلي على أحد ،
كان يقابل أفراد مجتمعه بالوجه الحسن المبتسم، ويشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، ويهتمُّ بقضاياهم، ويسعى لحلها، ويساوي بينهم جميعًا دون تمييز أو تفريق، عربًا كانوا أو عجمًا، صغارًا كانوا أو كبارًا، ومن هنا استمد المجتمع قوته وصلابته واستحالته على الهزيمة والانكسار.
لذا يجب أن يقتدي المجتمع المسلم بجميع عناصره بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، فلا يتكبَّر على عباد الله ولا يظلمهم ولا يغشهم ولا يصعِّب أمورهم، ويتواصى بالحق ويتواصى بالصبر ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ حتى يطمئن الناس إلى بعضهم البعض، وتزداد ثقتهم ببعض، فيزول من المجتمع البغض والكراهية، ويحل الوئام والمودة، ومن ثم ينتصر ويحقق ما يرنو إليه من آمال وطموحات.
فهذا النبع.. فأين الواردون..؟؟
◄يا كل حاكم وقائد
في هذا العصر
أهدِرت حقوق الإنسان وحريته،
واستُبيحت حرماته،
وحلَّت الوحشية محلَّ الرحمة،
والرذيلة محلَّ الفضيلة،
وجميعها معاول هدم ودمار على العالم،
هي في الحقيقة من نتائج غياب عدم الاقتداء والتخلق بالأخلاق والقيم التي جاء بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، الذى اعتنى بالفرد كأساس لقيام الدولة والمشروع كله تربيةً وتنشئةً وتقويمًا،
ومن ثم أرسى في المجتمع أسس العدل والحرية والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، مسلمين وغير مسلمين،
ولقد أدهشت العالمَ معاملةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أعدائه وهو متمكِّنٌ منهم، فلم يظهر في التاريخ أرحمُ منه مع أعدائه، رغم ما كان يلاقيه منهم من الأذى والعذاب والتشريد.
وكان صلى الله عليه وسلم القائد المتواضع الرقيق؛ الذي يسهر على مصالح الناس، ويستشعر قدر المسئولية الملقاة على عاتق المسئول، ويغرس هذا الفهم في النفوس؛ فهو القائل صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته؛ الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته".
وعلى هذا ربَّى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أصحابه، فلما تولَّوا أمر الناس من بعده جعلوه قدوتهم في ذلك، فعزُّوا وسعدوا وأعزُّوا أمتهم ودينهم، فهذا عمر رضي الله عنه كان حينما يعطي عماله- أي الذين سيتولون أمور الناس- خطابَ التكليف.. يقول لهم: "أيها الناس.. إن الله عظَّم حقه فوق خلقه"، ثم يقول: "إني لم أبعثكم أمراء ولا جبابرة، ولكن بعثتكم أئمة الهدى يُقتَدى بكم، فلا تمنعوا الناس حقوقهم فتظلموهم".
فهذا النبع.. فأين الواردون..؟؟
◄يا كل من يريد الإصلاح والتغيير
كأن الزمان قد استدار كهيئته يوم وُلِد وبُعِث المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالأوضاع الفاسدة والأعراف البالية التي واجهها لا تختلف كثيرًا عن الأعراف والقيم التي تعيشها البشرية في الفترة الراهنة، غير أنها قد أخذت شكلاً مغايرًا حينما اكتست ثوب التقدم العلمي، وتزيَّنت بزخارف المدنية الحديثة.
فلقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم أوضاعًا سياسية غاية في الفساد،
على المستوى المحلي والإقليمي والدولي،
ولمواجهتها وتغييرها
أعلن منذ البداية أنَّ الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة هما وحدهما طريق الإصلاح وسبيل التغيير، وأرسى منذ اللحظة الأولى أهم قاعدة للإصلاح والتغيير حين قال: "يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تُفلُحوا"، وظل صلى الله عليه وسلم يغرس الإيمانَ في القلوبِ ويزكِّي به النفوس ويطهِّر به الأفئدة، ويُقيم به بعد ذلك دعائم الدولة.
وهذه كانت نقطة الانطلاق لتحقيق التغيير والإصلاح على كافة الجوانب وفي مستوياتها المختلفة، على أساسٍ متين من الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة في قلوب أفرادٍ ربانيين، أنشؤوا مجتمعًا صالحًا إيمانيًّا، ودولةً فاضلةً ربانيةً، غيَّرت وجه التاريخ.
فهذا النبع.. فأين الواردون..؟؟
🔴═◄يا أيها الغرب
ان رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لهي رسالة تربط الإنسان بخالقه؛ وتنظم -بعناية فائقة- علاقته مع باقي أفراد جنسه، وتضع له تصورًا واضحًا عن الحياة التي يعيش فيها، والعوالم الأخرى التي سينتقل إليها، وما ينتظره بعد ذلك؛ من حساب في البرزخ، ويوم العرض.
◄وهي رسالة لا رهبانية فيها؛ ولا ارهابية بها
تربط بين الدنيا والآخرة، تحث على عمارة الأرض، وبناء الأمة والحضارة، رسالة تجتمع فيها أصوات المآذن، وبخار المصانع؛ رسالة عظيمة يكفيها لدفع كل الشبهات التي يثيرها حولها المتخرصون والمغرضون قول الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها؛ فله بذلك أجر) (الأدب المفرد؛ للبخاري،و انظر السلسلة الصحيحة؛ للألباني،
◄حقا ... لقد زرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب أتباعه شيئًا عجز الغرب عن إدراكه حتى الآن؛ وأعماه روح الحقد والكراهية؛ وأضلته المادية والنفعية؛ عن إدراك هذا الأمر الواضح الجلي؛ لقد أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنسان من عبودية هواه إلى طاعة مولاه؛ ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد؛ ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام؛ ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو النبع .. فأين الواردون..؟؟
🔴═◄يا أيتها الدنيا
يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "مالي والدنيا, وما للدنيا ومالي! والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا, إلا كراكبٍ سار في يومٍ صائف, فاستظلَّ تحت شجرة ساعةً من نهار, ثم راح وتركها" (أخرجه الإمام أحمد في المسند وابن ماجه والترمذي)
◄فيا أخى كن فى الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل
هكذا يعملنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في شخص سيدنا عبدالله بن عمر راوي الحديث قال: "أخذ رسول الله بمنكبي" .. يعني: أمسك بكتفيه لأجل أن يسترعي انتباهه ليحفظ ما يقول فقال له النبي: "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل".
وفي التشبيه النبوي بلاغة عظيمة توصل المعنى كاملًا .. فالغريب في البلد لا يتعلق بها ولا يتشبث بل هو مستوحش من أهلها يجلس ويمكث بقدر حاجته لا يعمر الديار ولا يبني القصور، ولا يحرث ولا يزرع بغاية الاستقرار والخلود فيها، ولا يتعلق بشيء من أمر هذا البلد.
◄ثم ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم درجة أعلى وهي "عابر سبيل" الذي يكون أشد وحشة في بلد ما من الغريب، لأنه يمر وهو عابر سبيل ويسير في طريقه كمن سار ونزل تحت شجرة ثم سار، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه الترمذي وغيره: ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها وهذا هو معنى أو عابر سبيل.
والغريب وعابر السبيل لا يثقل بدنه وكاهله وظهره بالمتاع؛ لأن عابر السبيل يريد أن يتحرك ويتنقل، وكثرة المتاع على ظهره تثقله وتعيق حركته، وفي ذلك إشارة نبوية لنا جميعًا ألا نثقل ظهورنا وصدورنا وقلوبنا بالذنوب والمعاصي وحب الدنيا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الدنيا: "إن أسعد الناس بها أرغبهم عنها وأشقاهم فيها أرغبهم فيها".
◄لقد بيّن الحبيب صلى الله عليه وسلم غربة المؤمن في هذه الدنيا، وهما ما يقتضي منه التمسّك بالدين، ولزوم الاستقامة على منهج الله، حتى وإن فسد الناس، أو حادوا عن الطريق؛ فصاحب الاستقامة له هدف يصبو إليه، وسالك طريق أهل الله لا يؤثر فيه تخاذل الناس عن مواصلة السير إلى الله، وهذه هي حقيقة الغربة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء".
هكذا رأى الدنيا نبينا ونبعنا...فأين الواردون..؟
🔴═◄يا يوم القيامة
لكلِّ نَبيٍّ مِن الأنْبياء دَعوةٌ يَدعوها لِربِّه على قَومه فَيستَجيبُ له بهذه الدَّعوة، إلا النَّبي مُحمد لم يدعُ رَبَّه بَعد، وتَركها إلى يوم القِيامَة حَيث اخْتَبَأَها لِيشْفَعَ بِها لِأُمَّته. فَعَن أبي هُريرَة رَضِي الله عَنه قَال: قال رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا).رواه مُسلم،
◄وإنّ هذا الموقِفَ مِن رَسولِ الله عليه الصّلاة والسّلام يَدلُّ على عِدَّةِ أُمورٍ مِن أبرَزِها: رَحمتُهُ وحُبُّهُ لأمَّتهِ،
وتَقديمِه لِمصلَحةِ أُمَّتهِ على مصلَحتِه الشَّخصيَّة فَهو على يَقينٍ مِن إِجابَةِ هذا الدُّعاء لِوعدِ الله لَه بِذلك مُسبقاً كما جاء في نَصِّ الحَديث، ولَكنَّه تَركهُ ليومِ العَرضِ على الخالقِ عزَّ وجلَّ حيثُ تكون الحاجةُ للإجابةِ أشدُّ وأبْلغُ مِنها في الحياة الدُّنيا،
وقد استأثَر بالدُّعاء لأمَّتِهِ بَدَل أن يَدعو لِنفسِه في ذلك اليومِ العَصيبِ الذي لا ينفَعُ فيه مالُ ولا بَنون، قالَ تعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
في ذلكَ اليَوم لا يَعرِف أحدٌ أحداً إلا نَفسَه ولا يَهَبُ الابنُ لأبويهِ ولو حَسَنة،
كلُّ شَخصٍ يقولُ نفسي نفسي، ولا يأبَه بغيره
إلا الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم فهُو يَخشى على أمَّتِهِ عذابَ يومٍ عَصيب، يوم يُعرَضُ فيه الخَلقُ عُراةً حُفاةً غُرلا كَمَا وُلِدوا
فمن ذا الذى يأبى طاعة محمد صلى الله عليه وسلم؟
انه النبع .. فأين الواردون..؟
🔴═◄يا أيتها الأمة جميعا
قريش كانت تحارب النبى صلى الله عليه وسلم نهارا وبالليل يطرقون بابه ليودعوا اماناتهم عنده , وما طمع فيها صلى الله عليه وسلم يوم هاجر بل ترك عليا خلفه ليرد الامانات الى اهلها.....
فهذا النبع.. فأين الواردون..؟؟
🔴═◄يا أيها الرسول
نشهد بأنك قد بلغت الرسالة وأديت الامانة فجزاك الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير ما جزى نبيا عن امته ورسولا عن دعوته ورسالته
هذا الحبيب يا محب ، وهذه بعض القطوف من شمائل النبي الرؤوف بحر من الحب لا ساحل له ، وفضاء من الخير لا منتهى له
شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تحدها الكلمات ولا توفيها العبارات وحسبنا من ذلك الإشارات
وإن على أمة الإسلام
أن تتربى على سيرته ،
وأن تتخلق بخلقه ،
وتتبع هديه
وتستن بسنته ،
وتقفو أثره ،
فما عرفت الدنيا ولن تعرف مثله .
وإن لدينا نحن المسلمين من ميراثه ما نفاخر به الأمم ، ونسابق به الحضارات .
فهذا النبع فأين الواردون ؟
وهذا المنهل فأين النائلون؟
🔴═◄أيُّها المسلمون:
ما أحوجَنا في هذه الأيام العصبية من تاريخ الأمَّة الإسلامية إلى التمسُّك بما جاء به رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قولاً وعملاً! ما أحوجَنا إلى الدِّراسة الواعية لسيرة الرَّحمة المُهداة؛ لنأخذ منها العبرة لأنفسنا ولأمَّتنا!
ولْنَتَّقِ الله في أقوالنا وأفعالنا، ولْنَعلم أن النَّصر مع الصبر، وأنَّ الفرج يأتي بعد الكرب، وأنَّ مع العسر يسرًا، وأنَّ الله لا يغيِّر ما بقوم حتَّى يغيِّروا ما بأنفسهم؛ روى الإمامُ مسلمٌ وغيْرُه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((كلُّ أمتي يدخلون الجنَّة إلاَّ مَن أبى))، قالوا: يا رسول الله، ومَن يأبى؟! قال: ((مَن أطاعني دخل الجنَّة، ومن عصاني فقد أبى))،
فصلى الله عليك
يا خير من دعا إلى الله
وخير من قاتل في سبيل الله
وخير زوج
وخير ولد
وخير والد
وخير صاحب..
وخير مهاجر
وخير مؤسس لأعظم دولة
وخير نبي لأرسخ دين سماوي هبط من السماء..
"لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم"
#وأخيرا.....
ومع كل ما يحيط بالمسلمين اليوم ، من تحزب الأحزاب ، وابتلاء قلوب المؤمنين بأنواع الزلازل ، وتراجع المنافقين ومرضى القلوب عن نصرة النبي ودينه العظيم ، وأمته المستضعفة بل وتخذيلهم عن ذلك .
مع كل ذلك ،
يبقى السؤال المهم :
هل لنا في رسول الله أسوة حسنة ؟!
برجاء الإجابة عن هذا السؤال بالعمل ، لا بالقول ……
والحمد لله أولا وآخرا .
اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له...................!
===========================
🔻 الخطبة الثانية 🔻
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذلكم الحديث الثابت فىصحيح البخاري (عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ

« مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا ، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا ، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى ، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً ، وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِى دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا ، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ »
فمن اقتدى بغير النبى فقد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .
و المسلم إذا راقب الله تعالى في عباداته ومعاملاته ودعوته وأَجْرَاها وَفْقَ ما أمر الله عز وجل; وما أمر رسوله – صلى الله عليه وسلم- كان مقتديا برسول الله – صلى الله عليه وسلم- .

 اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات