يدا واحدة ضد الإرهاب للشيخ احمد أبو عيد









بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله


العناصر
أولاً:تعريف الإرهاب وبيان أنواعه
ثانياً: أهمية الإصلاح  في الإسلام
ثالثاً: حرمة الإرهاب والإفساد بكل صوره
رابعا:وسائل التصدي للإرهاب والإفساد

الموضوع

أولاً:تعريف الإرهاب وبيان أنواعه وأسبابه

أ- تعريفه
الإرهاب لغة: أصله أرهب، يرهب ، إرهابًا وترهيبا فمعاني هذه الكلمة في اللغة تدور حول: الإخافة والترويع .
و الإرهاب شرعًا : هو الاعتداء المنظم من فرد أو جماعة أو دولة على النفوس البشرية ، أو الأموال العامة أو الخاصة بالترويع والإيذاء والإفساد من غير وجه حق ومعني الاعتداء المنظم: أي الظلم الذي يقع على صورة مرتبة ومتسقة لتحقيق أهداف عامة سياسية أو اقتصادية . . وله بواعثه العقدية أو الفكرية .

ب- أنواعه
النوع الأول : الأفعال الإرهابية التي ترتكب ضمن وسائل النقل:
يعد من اخطر مظاهر الإرهاب الاعتداء على وسائل النقل بأنواعها المختلفة كاختطاف الطائرات والسفن وتغيير مسارها بالقوة واحتجاز ركابها والاعتداء عليهم أو قتل بعضهم لتكون وسيلة ضغط لتحقيق أهدافهم الإرهابية فضلا عن وسائل النقل الأخرى كالاعتداء على القطارات ومحطات مترو الأنفاق ووضع المتفجرات فيها ...
النوع الثاني : الأفعال الإرهابية التي ترتكب ضد الأشخاص :
يشمل هذا النوع من الأفعال الاعتداء على السلامة الجسدية، للأشخاص كحوادث الاغتيالات الموجهة ضد ملوك ورؤساء الدول ورؤساء الوزارات والوزراء ورموز السلطة العامة ورجال السياسة والدين وأعضاء البعثات الدبلوماسية والهيئات الدولية أو ضد الأبرياء ....

النوع الثالث : الأفعال الإرهابية التي ترتكب ضد الأموال والمنشات :
ومن ابرز أمثلتها الاستيلاء على البنوك وما فيها من أموال آو إشعال الحرائق وإلقاء القنابل والمتفجرات على الأحياء السكنية والتجمعات والمراكز التجارية، كذلك توجيه الأعمال الإرهابية لتدمير المباني الحكومية وتدمير مباني السفارات والقنصليات أو مكاتب شركات الطيران .....

ج- أسباب ودواعي الإرهاب:
1- التأثر بالنص الديني المتشدد الحاث على لزوم إحقاق الحق وإدحاض الباطل ولو بالوسائل العنفوية ، أو تلك النصوص التي تبيح دماء وأموال وأعراض غير معتنقي الدين أو المذهب الذي يتبناه الإرهابي.
2- غطرسة الدول العظمى وسعيها في تعزيز نفوذها وسطوتها وهيمنتها على الدول الضعيفة من خلال زرع الخلايا الإرهابية الضاربة في أمن وسلامة تلكم الدول بغية إجبارها أن تستغيث بقوة نفس الدول الراعية للإرهاب.
3- قيام الدول الراعية للإرهاب بتحطيم اقتصاديات الدول الصغيرة
من خلال ضرب وخلخلة الأمن فيها، عبر تدريب وتهيئة الخلايا الإرهابية الناشئة أساسا على ثقافة الدم والمتأثرة بالنصوص الدينية المتشددة. فتزداد الدول القوية قوة وانتعاشاً بحاجة الضعيفة لنجدتها .
4- شعور المنظمات الإرهابية بالغبن والظلم والبحث عن استرجاع حقوقها بطريق القوة المفرطة.
5- لتحقيق قاعدة (الضرب من الداخل) أو الضرب أسفل الجدار, أو ضرب الإسلام بالإسلام نفسه للصق تهمة الإرهاب في الدين الإسلامي, وهذا من أهم دواعي الإرهاب.
6- النصوص الدستورية التي ترتكز إليها بعض الحكومات في ممارسة الإقصاء والإبادة بحق جماعة أو مكوّن اجتماعي ما .
7- الإبادة الجماعية  سواء أكانت حكومية أو غير حكومية
القائمة على استئصال جماعة بسبب جنسيتها أو عرقها أو انتمائها الإثني أو دينها.
8- إرهاب تقوم به جماعات منظمة برعاية الحكومة
جراء اختلاف الرؤى والأفكار، وبعبارة أخرى فانه إرهاب ينال الرضا الحكومي.
وغيرها من الأسباب...............

ثانياً: أهمية الإصلاح  في الإسلام :-

1-أمر الله به
قال تعالى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) الأنفال1
وقال الله تعالى( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )لحجرات 10
وقال تعالى :(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بنفسه بين المتخاصمين، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : " اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ......" تحقيق الألباني :صحيح
2-ربط الله تعالى الإصلاح بالإيمان والتوبة والتقوى ووعد بالجزاء العظيم
فقال تعالى (فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )الأنعام48
وقال تعالى (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )الأعراف35
وفقال تعالى (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ )آل عمران89

3-سبب لدعاء الملائكة والرسل
قال تعالى ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

4-خيرَ ما يتناجى فيه المتناجون
قال تعالى (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) النساء114

5-الأجر العظيم
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة قال أبو عيسى هذا حديث صحيح ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين .تحقيق الألباني :صحيح غاية المرام ( 414 ) ، المشكاة ( 5038 / التحقيق الثاني )
وقال تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا شريك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا " [ رواه مسلم ]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة , وصلاح ذات البين , وخلقِ حسن " [ الصحيحة : 1448 ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامي من الناس عليه صدقة ، كل يوم يعدل بين الناس صدقة " [ رواه البخاري ]6-الإصلاح سبب من أسباب رحمة الله ومغفـرته
قال تعالى ( وَإن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) النساء 129 
وقال تعالى (إن تَكُونُوا صَالِـحِينَ فَإنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً ) الإسراء 25.

7-مرافقة الأنبياء في الجنة
قال تعالى (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِـحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً) النساء69

8-إن الله لا يضيع أجر المصلحين قال تعالى: (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)

 9-الفوز بولاية الله ورعايته
قال تعالى ( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) الأعراف196

10-حفظ النسب أو العناية الإلهية بالذرية
قال تعالى : ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) الكهف
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - حفظاً بصلاح أبيهما ولم يذكر لهما صَلاحاً

11-الإصلاح لا ينقطع أبدا
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ
أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا "الأدب المفرد للبخاري

12-معية المؤمنين
ويقول تعالي{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(146)}(النساء )

13-قبول العمل الصالح
قال تعالى } إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ  { فاطر

14-وراثة الأرض والاستخلاف فيها
قال تعالى: (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)

15-الحياة الطيبة السعيدة في الدنيا والآخرة
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل: 97

16-النجاة من الهلاك والدمار
قال تعالى ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)

17- الدعاء
كان من دعائه صلَّى الله عليه وسلَّم كما جاء عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ : اللَّهُمَّ أَهلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ " الترمذي وصححه الألباني

ثالثاً: حرمة الإرهاب والإفساد بكل صوره

1-النهي عن الفساد
قال تعالى (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا) الأعراف 56
قال تعالى:{وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة: 60]،
قال تعالي (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ )البقرة
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ . أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } [ البقرة : 11 ـ 12]
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30
وقال تعالى : ( قُُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) الأعراف33

2-علم الله بالمفسدين
قال سبحانه (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ )آل عمران 63

3-تعجيل العقوبة في الدنيا والحساب كذلك في الآخرة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ " جامع الترمزى
قال تعالى:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ *إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِالَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ* وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ* وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}(الفجر: ٦-١٤)

4-الخزي في الدنيا والآخرة ....
يقول تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة: 33]،

5-عدم الفلاح
قال تعالى ( وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

6-عدم قبول العمل :قال تعالى (إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)
7-الحرمان من محبة الله تعالى :قال تعالى(إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ)
8-قتل لنفس واحدة يعتبر قتل للجميع
وقال تعالى:(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)
قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: "من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء الناس جميعًا، ومن حرَّم دم مسلم فكأنما حرَّم دماء الناس جميعًا".

9- دخول النار حتى في تعذيب الحيوان الأعجم
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِى هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلاَ هِىَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ هِىَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلاً ». قَالَ الزُّهْرِىُّ ذَلِكَ لِئَلاَّ يَتَّكِلَ رَجُلٌ وَلاَ يَيْأَسَ رَجُلٌ"متفق عليه.
ومعنى:الخشاش : هوام الأرض وحشراتها واحده خَشَاشَة
وعن عبد الرحمن بن عبدالله عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من فجع هذه بولدها ؟ ! ردوا ولدها إليها . والسياق لأبي داود وزاد : ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال : من حرق هذه ؟ قلنا : نحن قال : إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار "السلسلة الصحيحة . و( الحمرة : طائر صغير كالعصفور أحمر اللون . تفرش : ترفرف بجناحيها وتقترب من الأرض.
فإذا كان الإسلام قد اقر الأمان للطير والحيوان فكيف يتجرأ عليه سفهاء العقول ومرضى القلوب في حق الإنسان؛ إذ يرهبون العباد ويفسدون في البلاد

10-النهى عن الترويع على سبيل الهزل من غير ضرر أو اعتداء
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ ، فَأَخَذَهُ فَفَزِعَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا " . صحيح الترغيب والترهيب
وعن أَبَى هُرَيْرَةَ ، قال : قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ " مسلم

11- قتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَقَتْلُ مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا "النسائىتحقيق الألباني :صحيح موقوف
12- جَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا
فلقد توعد المولى سبحانه من قتل مسلما متعمدا بأشد العذاب قال تعالى ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )النساء93
وعن أبى الْحَكَمِ الْبَجَلِيُّ ، قَال : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ , وَأَبَا هُرَيْرَةَ , يَذْكُرَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ , وَأَهْلَ الْأَرْضِ , اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ , لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ "صحيح الترغيب والترهيب
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِالْقَاتِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاصِيَتُهُ وَرَأْسُهُ بِيَدِهِ وَأَوْدَاجُهُ تَشْخَبُ دَمًا ، يَقُولُ : يَا رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنَ الْعَرْشِ ". صحيح الترغيب والترهيب

رابعا:وسائل التصدي للإرهاب والإفساد

1-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لقد دعانا الإسلام إلى محاربة الفساد والإرهاب، وعدم السّكوت عن هذه الأفعال المشينة أو تبريرها ،فالتصدي لها فيه نجاة للمجتمع كله ، وإهمالها وعدم التصدي لها فيه الهلكة للمجتمع كله ، قال (صلى الله عليه وسلم ): " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا "البخاري

2- الاعتصام بحبل الله تعالي
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)
فلابد أن تقف جميع مؤسسات الدولة بل والدول كلها جنب إلي جنب للقضاء علي هذه الظاهرة .

3- تربية النشء على المبادئ الإسلامية :
فهناك فرق كبير بين مَن يغرس في ولده مسئولية إصلاح المجتمع، ومَن يغرس عكسه مِن حب المنكرات وإشاعتها
هذا لقمان -عليه السلام- يواصل بناء بنيانه على أعظم أسس؛ فبعد التوحيد، وبر الوالدين، وإصلاح النفس بالصلاة، انتقل إلى مسئولية المسلم في إصلاح الغير: قال الله -تعالى- عنه: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (لقمان:17
فالواجب على العبد كما انه يسير على نهج المصلحين ويرفض طرق المفسدين و أن يعتني بتنشئة أولاده على كل ما كان من شأنه الإصلاح ونبذ الفساد والإهمال فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم" إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ" السلسلة الصحيحة.

4- نشر العلم الشرعي الصحيح المستمد من نصوص الكتاب والسنة ، وفق فهم سلف الأمة ، من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ، والإعانة عليه ، وتسهيل سبله ، وإصلاح مناهج التعليم بما يتوافق مع عقيدة الأمة وثوابتها .

5- الاجتهاد في إصلاح دين الناس الذي هو قوام حياتهم
 وغاية وجودهم ، ونفي كل ما يتعارض معه ، أو يقدح فيه ، لتطمئن النفوس ، وتتحد الكلمة ، ويجتمع الصف

6- العمل الجاد على إصلاح أحوال الناس الدنيوية
وتلبية مطالبهم الضرورية ، وعلاج مشكلاتهم ، وتيسير أسباب الحياة الكريمة لهم ، ليزداد التواصل الإيجابي بين الناس وولاتهم ، وتتعاظم الثقة بينهم .

7- أن تأخذ الدول الإسلامية بأسباب القوة المادية ، بما يحقق لها السيادة والعزة ، ويمنحها القدرة على الاستقلال في سياساتها ، وقراراتها وتوجهاتها .

8- التحذير من خطر الإرهاب والإفساد وبيان عاقبتهما:
وذلك من خلال التوعية الدينية في المساجد و وسائل الإعلام جميعها لبيان ما قد تنحدر إليه الأفراد والمجتمعات جراء أفعال المفسدين ؛ وأيضا نشر صحيح الإسلام وبيان سماحته ووسطيته وتجريمه وتحريمه لكل أنواع الإفساد والإرهاب

9- التصدي للفساد والمفسدين
وذلك بتفعيل القوانين الرادعة لكل من سولت له نفسه فارهب الناس وافسد في الأرض ورضي الله عن عثمان ابن عفان إذ يقول" إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن "
وقال تعالى : (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )المائدة33

10-عدم تبرير الجريمة أياً كان شكلها ومنفذوها , ومنهُ وعليه فالدعوة لتجفيف منابع الإرهاب يجب أن تنطبق على ممارسات الحكومات إزاء شعوبها وممارسات الدول العظمى إزاء دول العالم الضعيفة , وإذا بقينا في منهج تبرير الجريمة والجريمة المشروعة فسوف نعمق أصل الإرهاب بل ونعطيه صبغة شرعية .

11- تجفيف منابع الإرهاب الإعلامية
وهي : قنوات وصحف وإذاعات ومواقع انترنت وكل وسيلة إعلامية تدعو إلى الإرهاب ( الشيعي أو السني أو المسيحي أو اليهودي ) ومنعها من ممارسة عملها منعاً قاطعاً, ومنها الصحف التي أساءت للخاتم الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
12- الإخلاص والصدق والشعور بالمسؤولية
 للحفاظ على أرواح الناس وإيقاف سفك الدماء من خلال التحلي بالشجاعة، وعدم الانقياد وراء مخططات دول إقليمية أو عالمية تريد الفتك بشعوبنا وزهق أرواحنا وأماتت أحبتنا ( سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة وايزيديين ويهود وغيرهم).
وصلِّ اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد
إعداد الشيخ :احمد أبو عيد

لتحميل الخطبة pdf# برجاء الدخول إلى الرابط التالي
ولتحميل الخطبة word برجاء الدخول إلى الرابط التالي
ولتحميل خطب أخرى متنوعة برجاء الدخول إلى الرابط التالي
ولقراءة الخطبة مرتبة ومنسقة برجاء الدخول إلى الرابط التالي
ولمشاهدة الخطبة وخطب أخرى على اليوتيوب برجاء الدخول إلى الرابط التالي

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات